الرقة
ألغت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ترخيص منظمة دولية، على خلفية تكريمها قيادي في صفوف المعارضة السورية المدعومة من تركيا، مدرج على لائحة العقوبات الأميركية ومتهم بقتل السياسية هفرين خلف، وفق قرار رسمي حصل موقع “963+” على نسخة منه، اليوم الأربعاء.
وسحبت الإدارة الذاتية ترخيص منظمة “نداء جنيف” بعد أن قامت المنظمة بتكريم “أبو حاتم شقرا” المتهم بقتل هفرين خلف والمصنف على قوائم الإرهاب في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي 10 أكتوبر، نشرت “حركة التحرير والبناء” المنضوية في صفوف “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، تغريدة على منصة “إكس”، قالت إنها لـ “بطاقة شكر وجهتها منظمة “نداء جنيف” لقائد الحركة أبو حاتم شقرا لدوره في الالتزام بقواعد القانون الدولي”، ما أثار موجة تساؤلات وانتقادات للمنظمة التي تعرف بدفاعها عن حقوق الإنسان، خصوصاً أن شقرا معاقب أميركياً، ومتهم بارتكاب جرائم حرب على نطاقٍ واسع في سوريا.
وأحمد إحسان الهايس المعروف بـ “أبو حاتم شقرا”، هو قائد “حركة التحرير والبناء” في “الجيش الوطني السوري”، والقائد السابق لفصيل “أحرار الشرقية” الموالي لتركيا، ومعاقب من قبل وزارة الخزانة الأميركية لاتهامه “بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين وناشطين وامتلاكه سجلاً كبيراً من انتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب”.
وفي 24 أكتوبر الماضي، نشر موقع “963+”، تقرير حول الواقعة، وتواصل مع مدير العمليات في المنظمة الذي حاول التقليل من شأن التكريم الذي قُدم لأبو شقرا، فيما أفاد مصدر في فصائل المعارضة المسلحة، بأن “هناك منظمات عاملة على الأرض، تتلقى رشاوى أو تهديدات من قبل قياديين في فصائل مسلحة، من أجل التغطية على أعمالهم والانتهاكات التي يرتكبونها في مجال حقوق الإنسان، وتبييض صفحاتهم أمام المجتمع الدولي”.
وكشف أن ممثل منظمة “نداء جنيف” مصطفى عثمان المعروف بـ “مصطفى أبو غياث الحلبي”، والذي ينحدر من بلدة قباسين بريف الباب شرقي محافظة حلب، له ارتباطات مع “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً”، ويعمل على تبييض صفحة بعض قيادات فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا.
هل منحت “نداء جنيف” بطاقة شكر لأبو حاتم شقرا المتهم بارتكاب انتهاكات واسعة؟
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في تموز/ يوليو عام 2021، عقوبات على “أبو حاتم شقرا” وفصيل “أحرار الشرقية” الذي كان يتزعمه، وقالت في بيان، إن “لدى جماعة أحرار الشرقية سجل من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل غير القانوني للسياسية الكردية والأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، إضافةً إلى حراسها الشخصيين في تشرين الأول/أكتوبر 2019”.
وكان قد تمّ توقيف المهندسة الكردية السورية هفرين خلف وهي من مواليد 1984، من قبل فصيل “أحرار الشرقية” من داخل سيارتها برفقة سائقها وأحد مساعديها، حيث تم إنزالها من السيارة وقتلها ومن معها رمياً بالرصاص ميدانياً، في غضون العمليات العسكرية التركية التي استهدفت منطقتي رأس العين/ سري كانيه، وتل أبيض، فيما عرفت بعملية “نبع السلام” عام 2019، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.