بيروت
لم تنتهِ بعد تداعيات مقتل منسّق حزب “القوات اللبنانية” في منطقة جبيل، باسكال سليمان، وما حملته من استهداف لبعض اللاجئين السوريين، إثر انكشاف تورُّط أشخاص سوريين في عملية القتل.
فتلك الحادثة أعادت فتح ملف اللاجئين السوريين في لبنان، من باب واسع. وتعالت الأصوات الداعية لإنهاء ملف اللجوء وإعادة اللاجئين إلى سوريا أو ترحيلهم إلى بلد ثالث.
وإذا كان وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجّار قد تناول في وقت سابق أزمة اللاجئين من باب تقليص المجتمع الدولي للتمويل المخصّص للنازحين والمجتمع اللبناني المضيف، إلاّ أن الدعوات اليوم باتت على مستوى أبعد، وتطالب المجتمع الدولي بـ”التدخّل لمساعدتنا وإنهاء المشكلة”، وفق ما قاله النائب إلياس اصطفان، عضو تكتل “الجمهورية القوية” الممثِّل للقوات اللبنانية.
وأشار اصطفان إلى أن “الوجود السوري وتداعياته أصبح خطراً على لبنان ويجب معالجته في أسرع وقت”.
ولفت النظر إلى أنه “عندما استقبلنا السوري عام 2011 كان الموضوع إنسانياً بامتياز، إلا أنه بات يؤثّر على حياة اللبنانيين ويشكل خطراً على وجه لبنان وحضارته وأمنه واقتصاده وديمغرافيته. فقد أصبح اللبناني ضحية للوجود السوري في لبنان”، على حد تعبّيره.
واعتبر اصطفان أن هناك “تريثاً من المجتمع الدولي حول ملف النازحين السوريين، لذا يتوجب على الدولة اللبنانية أخذ القرار في أسرع وقت والسعي إلى تنظيم عودة السوريين إلى بلدهم”.
من جهته، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “نقوم بوضع حل لهذه الأزمة من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة، لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا إلى لبنان تحت عنوان لاجئين”.
وأضاف “يجب أن نميّز بين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والذين يعملون ويساهمون في الاقتصاد، وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الإفادة من هذا الموضوع”.
ورأى ميقاتي أنه “عندما تصبح هناك مناطق أمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون أي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. ومن لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون فنحن نحترمه مثلما نحترم أي مواطن عربي آخر”.
بالتوازي، أكد السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري، أن “مسألة عودة النازحين واللاجئين لا تزال مشكلة خطيرة ولم يتم حلها. نعلم بأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل وجود هذا العدد الكبير منهم، لكن الظروف ليست مؤاتية بعد لكي يتم نقلهم إلى مكان آخر”.
وعن الأحوال في سوريا، رأى زيناري خلال مشاركته في اليوم الثالث لمؤتمر كاريتاس الأبرشي الذي نظم في غرادو في مقاطعة غوريزيا، أن الأمور في سوريا “سيئة ومقدر لها أن تزداد سوءاً، وفق أرقام الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أن “نسبة 90 بالمئة من السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، مقارنة بالعام الماضي. وثلاثة أرباع السكان السوريين يعيشون في حال من العوز، وتشير الأرقام إلى 16.7 مليون شخص. ولكن الفقر في البلاد لا يمكن حلّه عن طريق الصدقات، فهناك حاجة إلى حل سياسي، وهو للأسف، وفقاً للمحللين، لا يزال بعيداً”.