بيروت
قالت وسائل إعلام إيرانية إن “سارة تبريزي قد قُتلت بعد أيام من تعرضها للمضايقات من قبل الاستخبارات الإيرانية”.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية فإنه تم العثور على جثة السجينة السياسية السابقة في منزل والدها بالعاصمة طهران.
وقبل أيام من وفاتها بيوم واحد كانت تبريزي، البالغة من العمر 20 عاماً، قد استدعيت إلى مقر الاستخبارات الإيرانية.
ووفق مصادر مُطلعة فإن تبريزي قد اعتقلت في العام الماضي، حيث عزمت على السفر إلى إنجلترا، وألقت السلطات الإيرانية في مطار “الخميني” بطهران القبض عليها، وتم نقلها إلى مركز الاحتجاز التابع لوزارة الاستخبارات بسجن “إيفين”، شمال العاصمة طهران.
وبعد حوالي 10 أيام تم إطلاق سراح تبريزي من سجن “إيفين” مع انتهاء الاستجوابات بكفالة مالية قدرها مليار “تومان” (مايقارب24 ألف دولار أميركي).
وقالت المصادر، إن تبريزي أمضت الأيام الثلاثة الأولى من احتجازها في الحبس الانفرادي، وبعد أن عانت من ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم بسبب الضغط الناتج عن بقائها وحيدة في الحبس الانفرادي، نقلت أولاً إلى جناح السجن رقم 209 في “إيفين”، ومن ثم تم نقلها إلى زنزانة تتسع لثلاثة أشخاص في مركز الاحتجاز التابع للاستخبارات.
وقال مصدر مقرب من عائلة تبريزي لـ”وسيلة إعلامية محلية”: “بعد إطلاق سراحها، أخبرت سارة أصدقاءها أنها تعرضت للتهديد في غرفة الاستجواب بأنه إذا لم تتعاون مع العملاء سيتم نقلها إلى الحبس الانفرادي، وتُنشر محتويات هاتفها في العالم الافتراضي”.
وبعد أيام قليلة تمت زيادة مبلغ الكفالة من مليار تومان إلى ملياري تومان، ليطلق سراحها بعد تسليم الكفالة في 15 من الشهر نفسه، وذلك بشكل مؤقت لحين صدور الحكم.
وتظهر المعلومات أن تبريزي تعرضت للتهديد عدة مرات خلال مكالمات هاتفية أجرتها الاستخبارات الإيرانية معها، وهددتها بالقول إنه سيتم نشر محتويات هاتفها ورسائلها الشخصية على الملأ في الإنترنت.
وكان قد تم استدعاء السجينة السياسية آخر مرة إلى وزارة الاستخبارات يوم السبت الماضي، وعثر على جثتها في منزل والدها بطهران يوم الأحد الماضي، بعد يوم واحد من استدعائها.
وبحسب المعلومات فإن الطب العدلي ذكر في تقريره الأولي، الذي سلمه لعائلة سارة تبريزي بحضور عناصر أمنية، أن سبب وفاتها هو “تناول الحبوب”.
ويدّعي المسؤولون في إيران دائماً فرضية “الانتحار” بشأن الأشخاص الذين يموتون بشكل مريب في السجون ومراكز الاحتجاز أو بعد وقت قصير من إطلاق سراحهم. وهو ادعاء يرفضه الرأي العام الإيراني ويتفاعل معه العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات ساخرة مثل “نحروه”.
وقال مصدر مقرب من عائلة تبريزي لوسائل إعلام: “لم تجد العائلة أي حبوب بجوار جسدها أو في غرفتها، وما زالت العائلة لا تعرف ما إذا كانت قد تناولت الحبوب وانتحرت خوفاً من ذهابها إلى الاستخبارات أو أنها قتلت على يد عناصر الاستخبارات”.
وذكرالمصدر أن سارة أبلغت عائلتها أن المحقق في القضية زودها برقم لتزويدهم بمعلومات عن حياتها الخاصة، وأكد أنه في الأسابيع الماضية من حياتها كانت تتعرض لضغوط نفسية هائلة من عملاء وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وبعد استدعائها الأخير قالت إنها خائفة للغاية، وإنها لن تسلم نفسها إلى الاستخبارات بأي شكل من الأشكال.