963+ – السويداء
قُتِل متظاهر اليوم الأربعاء برصاص القوات الحكومية السورية في محافظة السويداء جنوبي البلاد، عندما كانت تحاول تفريق المحتجين أمام مركز التسويات في صالة السابع من نيسان في المحافظة التي تقطنها أغلبية من الطائفة “الدرزية”.
واجتمع عشرات المتظاهرين صباح الأربعاء أمام باب الصالة رافضين التسويات التي تقوم بها الحكومة والتي قالوا إنها تهدف لإنهاء حركة الاحتجاجات في المحافظة والتي اندلعت قبل أشهر على خلفية سوء أحوال السويداء سياسياً واقتصادياً.
وأطلقت القوى الأمنيّة السورية النار على محتجين حاولوا دخول الصالة، ما أدى لإصابة جواد الباروكي (52 سنة) بطلقة ارتداديّة في صدره. وعلى إثرها فارق الحياة رغم محاولات إنقاذه التي دامت لساعتين بعد نقله إلى المشفى، وفق ما أفاد مراسل 963+ في السويداء.
ووصف الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري مقتل الباروكي بـ “الغدر”، داعياً إلى تشييعه “كشهيدٍ للواجب”، على حدّ تعبّيره.
كما شدد الهجريّ على ضرورة الحفاظ على المسار السلمي للاحتجاجات التي اندلعت في المحافظة العام الماضي، حيث يطالب المتظاهرين بجملة من المطالب أغلبها خدمية واقتصادية.
وأظهر مقطع فيديو يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، إلقاء المتظاهرين آلاف الأوراق والتقارير الأمنيّة في الطرقات بعد اقتحام صالة 7 نيسان في المدينة.
وتشهد السويداء توتراً بعد إطلاق النار على المحتجين من قبل القوات الأمنية، وسط دعوات للتهدئة وأخرى لإخراج الأفرع الأمنية من السويداء بشكلٍ كامل.
ورغم أن إطلاق النار على المتظاهرين لا يعد حدثاً إستثنائياً في المحافظة، إلا أن مقتل الباروكي برصاص القوات الحكومية يعد تطوّراً ملفتاً في مسار الاحتجاجات السلمية في السويداء.
وكان مركز التسويات قد استأنف عمله الأربعاء الماضي لتسوية أوضاع المطلوبين في قضايا أمنيّة وتُهم “الإرهاب”والمتخلفين والفارين من الخدمة العسكرية الإلزامية التي تفرضها دمشق على كلّ شابٍ تجاوز الثامنة عشرة من عمره.
واتّهم متظاهرين شاركوا في احتجاجات السويداء القوات الحكومية بجمع أسمائهم من خلال مركز التسويات. وهو ما تسبب برفض كثيرين منهم لإجراء تسوياتٍ مع الحكومة.
وشهدت محافظة السويداء أمس الثلاثاء إضراباً جزئياً عمّ معظم مناطق المحافظة، وتمثّل بإغلاق الكثير من المحال التجاريّة وقطع طرقات رئيسية وتعطيل مؤتمرٍ لنقابة المهندسين الزراعيين إضافة لإغلاق مقر الشعبة الشرقيّة للحزب قرب ساحة تشرين، بالتزامن مع احتجاجات شعبية.
يُذكر أن محافظة السويداء تشهد منذ 17 آب/أغسطس الماضي، تظاهرات شعبيّة، بدأت بمشاركة المئات احتجاجاً على تدهور الوضع الاقتصاديّ والمعيشي.