خاص – الحسكة
أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية لموقع “963+”، أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وجود قواتها في شمال شرق سوريا حتى هزيمة تنظيم داعش”، وذلك بعد حديث روبرت كيندي الابن، عن أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يرغب بسحب القوات الأميركية من سوريا، وتصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الشأن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية في رد عبر الإيميل لـ”963+”: “ملتزمون بالحفاظ على وجودنا المحدود في شمال شرق سوريا كجزء من استراتيجية شاملة لهزيمة داعش”.
وأضاف: “لدينا مصالح مشتركة مع تركيا في مكافحة الإرهاب وإنهاء الصراع في سوريا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، وردع النفوذ الخبيث في المنطقة”، مشيراً إلى أن “تركيا هي حليف للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونتعاون معها بشكل وثيق بشأن مجموعة واسعة من القضايا”.
وتأتي تصريحات المسؤول الأميركي، في ظل تزايد الحديث عن إمكانية لجوء دونالد ترامب، بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة إلى سحب القوات الأميركية من سوريا، على غرار قيامه بخطوة مشابهة في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، إبان ولايته الأولى، وذلك في أعقاب عملية عسكرية للقوات التركية والفصائل الموالية لها شمالي سوريا، أدت للسيطرة على منطقتي رأس العين (سري كانيه) وتل أبيض، قبل أن يعلن لاحقاً إعادة انتشار القوات شرقي سوريا.
اجتماع جديد لـ”مسار أستانا” حول سوريا.. هل يسفر عن صفقات جديدة؟
ولاقت خطوة ترامب حينها، انتقادات كبيرة من قبل الأوساط السياسية والعسكرية الأميركية، التي حذرت من مخاطر عودة نشاط تنظيم “داعش”، الذي لا يزال يحتفظ بآلاف العناصر يتخذون من البادية السورية ومناطق في شرق البلاد مكاناً للانتشار وشن هجمات في المنطقة.
ومن جانبه، حذر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري اليوم السبت، الرئيس المنتخب دونالد ترامب، من سحب الولايات المتحدة جنودها من سوريا، وقال إن “مثل هذه الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة، وتصب في مصلحة إيران ونظام الأسد”.
وقال جيفري في حديث لموقع “ميدل إيست آي”، إن “هذا سيكون خطأ فادحاً لأن من شأنه تعزيز نفوذ إيران والأسد، وخلق فراغ من شأنه أن يضر بشركائنا المختلفين”.
وتأتي التحذيرات الأميركية من مخاطر سحب القوات من شمال شرقي سوريا، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين، أنه “يعتزم مناقشة عدة قضايا هامة تتعلق بالملف السوري عبر اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب”.
وقال أردوغان في تصريحات صحفية، إن “المحادثات ستشمل عدة ملفات استراتيجية أبرزها إنشاء “الحزام الأمني” على الحدود مع سوريا والعراق بعمق بين 30 إلى 40 كيلومتراً، والذي تراه أنقرة ضرورياً لحماية أمنها القومي”، مشيراً إلى “أهمية مناقشة الانسحاب الأميركي من سوريا والعراق، ووقف دعم واشنطن لقوات سوريا الديموقراطية (قسد)”.
تزايد هجمات “داعش” في سوريا للشهر الرابع على التوالي.. إليك بالأرقام
وكان موقع “سوريا ويكلي” قد أفاد في تقرير أمس الجمعة، أن عدد هجمات تنظيم “داعش” خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في سوريا، بلغ 56 هجوماً وكان أعلى بنسبة 55% من الهجمات التي نفذها التنظيم في الفترة ذاتها من العام الماضي، التي بلغت 36 هجوماً.
وقال التقرير إن “داعش” كان مسؤولاً خلال العام الحالي عن 587 هجوماً في سوريا، مما يجعله أقرب إلى مضاعفة عدد الهجمات المسجلة في 2023″، مشيراً إلى أن “معدل هجمات التنظيم في شمال شرقي البلاد بلغت 26 هجوماً شهرياً، وهو أكبر من 3 أضعاف معدل الهجمات التي نفذها خلال العام الماضي في المنطقة”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بـ900 جندي في سوريا، ينتشرون في قاعدة “التنف” على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، وعدة قواعد أخرى في أرياف الحسكة ودير الزور شمال شرقي البلاد، أبرزها قاعدة “حقل العمر” النفطي و “حقل كونيكو” للغاز شرقي دير الزور، وقاعدة “خراب الجير” قرب بلدة رميلان بريف الحسكة الشرقي.
وتتواجد القوات الأميركية في سوريا والعراق، في إطار قوات تحالف دولي تم الإعلان عن إنشائه في أيلول/ سبتمبر 2014، خلال اجتماع في مدينة جدة السعودية عقب سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وضم التحالف عدة دول أوروبية وعربية على رأسها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا والسعودية والأردن، وتمكنت هذه القوات بالتعاون مع “قسد” من القضاء عسكرياً على التنظيم في سوريا في آذار/ مارس 2019.
ويرى أغلب المحللين، أنه في حال انسحاب القوات الأميركية من شرق سوريا، من المتوقع أن يملأ “الحرس الثوري” الإيراني والفصائل الموالية لها مكانها، على اعتبار أنها تنتشر في مناطق محاذية لمناطق تواجد القواعد الأميركية، كما يثير ذلك المخاوف من عودة نشاط “داعش”.