دمشق
اختتمت يوم الجمعة الماضي، أعمال الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي في مصر، والتي استمرت لـ9 أيام وشهدت مشاركة واسعة لأفلام روائية ووثائقية عربية.
وفاز الفيلم الوثائقي السوري “ذاكرتي مليئة بالأشباح” للمخرج أنس زواهري، بجائزة نجمة الجونة مناصفة مع الفيلم المصري “رفعت عيني للسماء” للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير.
ويحكي الفيلم الذي أنتجه منتدى “هارموني”، تجربة العودة إلى مدينة حمص وسط سوريا، بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له خلال الحرب الدامية التي شهدتها البلاد، ويوثق ألم ومرارة استعادة الذكريات في المدينة قبل اندلاع الأزمة.
مخرج الفيلم أنس زواهري، قال لموقع “963+”: “لقد استثمرت الكاميرا ونزلت بها إلى الناس لأحاول فهم كيف يمكن أن نعيش في مدينة نحبها وفيها كل ذكرياتنا السعيدة ولكنها لم تعد صالحة للعيش”.
ويضيف: “تعمدت في بداية الفيلم أن يبدو الوقت وتبدو الحياة وكأنهما متوقفتين في المكان والزمان، إنها ذاكرتي المليئة بالأشباح والأسئلة، كان همي الأول توثيق الوجع الإنساني ومحاولة فهم الصدمة الكبيرة من القصص الفظيعة، وماذا نفعل بمخاوفنا حيال ذلك وكيف نقرأ الفاجعة”.
“الهدف من الفيلم هو إخبار العالم عن الآلام المشتركة بين أطياف الشعب السوري”، هكذا تحدث مدير منتدى “هارموني”، وهي الجهة المنتجة للفيلم، كامل عوض، وقال لـ”963+”: “هذه الجائزة أوصلت صوتنا إلى العالم، لقد نقلنا للعالم خلال ساعة وربع ما عشناه من فظاعة”.
وأوضح، أن “الفيلم هو مكون من ثلاث مكونات لمشروع واحد أطلقه منتدى هارموني في مدينة حمص، يتضمن المكون الأول عرض عشر قصص حقيقية لمعاناة شباب وشابات من المدينة، حيث حولت هذه القصص بإشراف كتاب محترفين إلى كتاب سيتم طباعته قريباً”.
ويتضمن المكون الثاني “خلق عمل تشكيلي من قصص الشباب والشابات، على أيدي فنانين تشكيليين ومصممين غرافيك ونحاتين، كما تم تأليف مقطوعة موسيقية رافقت كل قصة خلال عرضها في الحميدية بحمص، فيما يتضمن المكون الثالث فيلم “ذاكرتي مليئة بالأشباح”، والذي استفاد من القصص السابقة وأضاف إليها قصص جديدة”، بحسب عوض.
يشار، إلى أن مدينة حمص السورية شهدت دماراً كبيراً جراء القصف والمعارك العنيفة التي عاشتها إبان سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها قبل استعادة القوات الحكومية السيطرة هناك عام 2018.
ووثقت إحصائيات أممية ودولية اعتمدت على صور للأقمار الصناعية وفرق على الأرض، نسبة الدمار في المدينة بعد استعادة القوات الحكومية عليها بـ54% من بنيتها العمرانية.