بيروت
يبدأ اليوم الاثنين، حدث فلكي نادر لا يراه الشخص سوى مرة واحدة في عمره، يطلق عليه تسمية ظاهرة “اصطفاف الكواكب”، ويمكن مشاهدتها من الدول العربية أيضاً.
وستشهد السماء ظاهرة “اصطفاف الكواكب”، وذلك عندما تصطف 6 كواكب ويلحق بها القمر في حدث فلكي نادر وفريد يمكن رؤيته بالعين المجردة في السماء.
ويمكن للمواطنين في الدول العربية بحسب خبراء الفلك، رؤية هذه الظاهرة بوضوح، حيث تصطف مجموعة “الكواكب السيارة” المكونة من عطارد، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون، ثم يلحق بها القمر في خط مستقيم.
وستصطف الكواكب في ترتيب قطري عبر السماء، حيث سيظهر كوكب زحل في الأعلى، يليه نبتون، ثم المريخ وأورانوس وعطارد، ويبدو المشتري الأقرب إلى الأفق.
ومع ذلك، سيكون من السهل اكتشاف بعض الكواكب أكثر من غيرها.
ويقول جريجوري براون، عالم الفلك في المرصد الملكي في غرينتش: “حاول النظر من الشرق إلى الجنوب الشرقي قبل حوالي ساعة من شروق الشمس في موقع ذي أفق منخفض للغاية”.
وقال براون: “سيكون المريخ وزحل مرئيين بالعين المجردة، والمريخ ذو لون برتقالي واضح، بينما لن يكون نبتون مرئياً إلا من خلال منظار أو تلسكوب إذا كنت محظوظا”.
وقد يكون من الصعب رؤية كوكب المشتري والزهرة وأورانوس لأنها قريبة جدًا من الشمس، مما يعني أنه من الصعب رؤيتها في شفق الصباح.
وقال إيان أونيل، مسؤول التواصل العلمي بين ناسا ومختبر الدفع النفاث: “حتى في ظل الظروف المثالية، والسماء المظلمة، الخالية من التلوث الضوئي، فإن أورانوس قاتم للغاية ويصعب اكتشافه”.
ويقول براون: “لتفسير سبب حدوث ذلك، من المفيد أن نفهم بنية النظام الشمسي”، بحسب ما ذكر موقع سكاي نيوز.
ويضيف: “الكواكب في النظام الشمسي، بما في ذلك الأرض، تدور جميعها حول الشمس في منطقة رقيقة بشكل ملحوظ على شكل قرص من الفضاء”.
ويتابع: “وهذا يعني أنه عندما تبدو الكواكب قريبة من بعضها البعض في السماء، فإنها تظهر في ’خيط طويل من النقاط المضيئة‘ في خط مستقيم تقريبًا”.
ومن المتوقع أن يستمر هذا المشهد الفلكي النادر حتى أواخر حزيران/ يونيو الجاري.
وقالت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إن أفضل الأوقات لمشاهدة ظاهرة “اصطفاف الكواكب” ستكون مع شروق الشمس، بشرط أن تكون السماء صافية.
ووفقاً لناسا، فقد يضطر الناس في بعض البلدان إلى استخدام التلسكوب لمشاهدة الظاهرة بوضوح.
وأشارت الوكالة إلى أن العرض المثالي لظاهرة اصطفاف الكواكب سيكون يوم التاسع والعشرين من يونيو الجاري، حيث سيكون منظر الكواكب وراء بعضها أكثر وضوحاً.
وأكد خبراء فلك أنه لا يوجد تأثير لهذه الظاهرة على حياة الناس، وأنها لن تؤدي إلى وقوع الزلازل أو البراكين، نظراً لأن الكواكب السيارة بعيدة جداً عن الأرض، وتأثير جاذبيتها يكاد يكون معدومًا.
وفي مقطع فيديو حديث من مؤسسة العلوم الوطنية، رسم عالم الفيزياء الفلكية جو بيسي صورة أكثر تفاؤلاً لاصطفاف الكواكب، مشيرًا إلى أنه من المحتمل رؤية عطارد، المشتري، المريخ، وزحل.
وأضاف بيسي أن المحاذاة ستكون مرئية لبضعة أيام قبل وبعد 3 يونيو، وإذا لم يكن لديك رؤية رائعة لهذا العرض الخاص، “فهناك حدث آخر في أواخر أغسطس، والعديد منها متوقع في عام 2025”.
ونصح بيسي بأخذ الظروف الجوية المحلية والتلوث الضوئي بعين الاعتبار قبل وضع أي خطط لمشاهدة هذا الحدث النادر.