حلب
تستمر إنتهاكات حقوق الإنسان في مختلف المناطق والبلدات السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريرٍ جديد.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 50 حالة اعتقال تعسفي ونحو 60 انتهاك آخر تمّت على يد الفصائل الموالية لأنقرة خلال شهر آذار/مارس الماضي في منطقة عفرين الكردية الواقعة شمال غربي سوريا.
وبحسب المرصد، فإن فصائل مدعومة من أنقرة قتلت 7 أشخاص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذها في ريف حلب الشمالي الغربي، أغلبهم مدنيين.
كما قُتل شخص آخر بعد تعرّضه لإعتداء بأداةٍ حادّة من قبل عناصر تابعين لفصيل “لواء الشمال”، وذلك أثناء محاولته من منعهم قطع 300 شجرة زيتون معمرة في قرية كوباكه بريف عفرين، حسب ما ذكر المرصد السوري.
وتستمر الفصائل السورية المسلحة المدعومة من أنقرة بإرتكاب إنتهاكاتٍ يومية بحق أهالي مدينة عفرين الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لإنتهاكاتٍ أخرى طالت المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، فقد تمّ تسجيل 51 حالة اعتقال تعسفي بينها 3 نساء خلال شهر مارس الماضي، وفق المرصد.
وتمارس الفصائل المدعومة من تركيا والتي تسيطر على عفرين، عمليات ابتزاز وسرقة. وبحسب المرصد فإن27 عملية “فرض فدية مالية” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية تمّت مقابل إطلاق سراح معتقلين، حيث بلغت قيمة الفدية الواحدة 5 آلاف دولار أميركي.
وكان قد تعرض أحد الإعلاميين للاعتداء بالضرب الشديد من قبل عناصر من “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الحكومة المؤقتة” المدعومة من تركيا في جنديرس بريف عفرين، خلال تغطيته لاحتفالات عيد “النوروز” يوم 21 مارس الماضي.
يذكر أن معظم مناطق الشمال السوري تتعرض لانتهاكات خطيرة، حيث تسعى تركيا إلى إحداث تغيير ديموغرافي فيها، وطمس هوية المنطقة، وفق ما أوردت منظمات دولية في تقاريرها، بينها “هيومن رايتس ووتش” التي وصفت التواجد التركي على الأراضي السورية بأنه “احتلال” في تقرير الأخير الذي صدر يوم 29 شباط/فبراير الماضي.
وشنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا بين عامي 2016 و2019 متجاهلة التحذيرات الأممية. وأدت هذه العمليات إلى موجة تهجير قسري ممنهج لسكان المناطق التي سيطرت عليها أنقرة بعد تلك العمليات العسكرية.