خاص ـ بيروت
ينتظر مرفأ بيروت عملية إعادة إعماره بعد تفجيره في العام 2020 بنحو 2700 طن من نيترات الأمونيوم كانت مخزّنة في أحد عنابر التخزين في المرفأ.
وبعد أكثر من 3 سنوات، لم تسارع الحكومة اللبنانية للتعاقد مع شركات تعيد إعمار المرفأ لتدارك ما خسرته البلاد اقتصادياً بفعل التفجير الذي عطَّل نحو 80 بالمئة من عمله، قبل أن يبدأ باستعادة جزء من حركته.
وكان في نيسان/ أبريل 2021، طرح قدمه القطاع الخاص الألماني، وقد بحثَ الملف عن الجانب اللبناني وزير الأشغال العامّة والنقل حينها ميشال نجار، وعن الجانب الألماني وفد مثَّلَ عدداً من شركات القطاع الخاص، وعَرَضَ “مقترحات لمشاريع إيجابيّة لإعادة إعمار مرفأ بيروت”، وفق ما قاله نجّار.
وحتى اللحظة، لا يزال المرفأ بانتظار مخطَّط إعادة الإعمار الذي وضعته الدولة الفرنسية، وأعلن عنه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، يوم الأربعاء 13 مارس /آذار.
وأشار ميقاتي إلى أن الحكومة ستسعى إلى وضع المخطط على طريق التنفيذ في أسرع وقت ممكن. علماً أن تكلفة المخطط المذكور تتراوح بين 50 و100 مليون دولار بالحد الأقصى.
ورأى ميقاتي أن “دعم فرنسا للبنان له أهمية خاصة لأنها تمثل قلب المجتمع الدولي المكون من أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم”. ويشكّل مخطط إعادة إعمار المرفأ بنظر ميقاتي، “الترجمة العملية لدعم فرنسا عملية النهوض بالمرفأ”.
ولفت رئيس الحكومة النظر إلى أن تنفيذ المخطط سيكون من خلال “مساهمات خارجية نتطلّع إلى توافرها، أو من إيرادات المرفأ”.
في السياق نفسه، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، أن إعادة إعمار وتطوير مرفأ بيروت، “سيكون مرتكزه الأساس من الإيرادات التي أصبح يحصّلها المرفأ، والتي كانت نتاجاً طبيعياً لعملية تفعيل عمل المرفأ”.
ومع ذلك، لفت حمية النظر إلى أن “باب الاستثمار سيبقى مفتوحاً لكافة الشركات الاستثمارية المتخصصة المحلية والعالمية، وذلك للتقدم وفقاً للأطر القانونية المعمول بها في لبنان، ودائماً تحت ظلال سيادة الدولة على أصولها، والتي ستبقى ملكاً لها ومن دون أن تمس أو تجيّر لأي كان”.
ولم تقتصر أضرار تفجير المرفأ على ما حصل في حَرَمه، بل طالت مساحات كبيرة من العاصمة بيروت ضمن نطاق يفوق الـ20 كيلومتر، واختلفت حدّة الأضرار بحسب قرب الموقع من مكان التفجير.
وبشكل عام، انقسمت الأضرار مجموعتين، الأولى مباشرة والثانية غير مباشرة، وانعكست المجموعتان بشكل كلّي على الاقتصاد اللبناني. سيّما وأن مواداً استهلاكية وغير استهلاكية كثيرة كانت في حرم المرفأ وتضرّرت بشكل بالغ. كما أصيبت المباني والسيارات المحيطة. إلى جانب خسارة كميات هائلة من مخزونه الاستراتيجي من القمح، بعد أن هدمه اهتراءات التخزين وباتت الكميات المخزّنة غير صالحة للأكل نتيجة الاحتراق أو التلوّث بالمواد الكيميائية الخطرة.