تسببت غارات جوية شنتها المقاتلات الإسرائيلية، ليلة الأربعاء، في خروج المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان عن الخدمة بالكامل. استهدفت الغارات عدداً من المعابر الحيوية التي تربط البلدين، مما أدى إلى شل حركة النقل والتجارة بينهما، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا)، صباح اليوم عن فتح طريق ترابي مؤقت لمرور السيارات والأشخاص على طريق معبر المصنع، بعد ردم الحفرة الكبيرة التي خلفها قصف إسرائيلي سابق.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد عسكري إسرائيلي ضد “حزب الله” اللبناني، الذي تعتمد خطوط إمداده بشكل أساسي على هذه المعابر. ووقعت الغارات قبيل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” حيز التنفيذ.
تفاصيل الغارات
استهدفت الضربات الإسرائيلية معبري العريضة في ريف طرطوس والدبوسية في ريف حمص، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وسائل إعلام محلية ذكرت أن الهجمات امتدت لتشمل معابر أخرى مثل العبودية وجرماش وجسر قمار في وادي خالد، بالإضافة إلى استهداف جسور تربط هذه المعابر على الحدود بين البلدين.
اقرأ أيضاً: 4 قتلى و14 جريحا في قصف للقوات الحكومية على إدلب وغارات إسرائيلية وسط سوريا – 963+
وتسببت الضربات في دمار كبير وشلت الحركة تماماً في جميع المعابر، وهو ما أكده الإعلام السوري واللبناني.
وأدت الغارات إلى سقوط قتلى وجرحى، حيث أفادت تقارير إعلامية بمقتل ستة أشخاص وإصابة عشرة آخرين في معبر الدبوسية، بالإضافة إلى تسجيل 18 إصابة في معبر العريضة، بعضها في حالة حرجة.
الأضرار طالت البنية التحتية للمعابر، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة بالكامل، مما يهدد بقطع جميع أشكال الاتصال البري بين البلدين.
الهجمات الإسرائيلية على الحدود السورية اللبنانية ليست جديدة، فقد تصاعدت وتيرتها منذ اندلاع الحرب في لبنان في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتبرر إسرائيل غاراتها على المعابر الحدودية بمحاولة منع “حزب الله” من استغلالها كقنوات لتهريب الأسلحة والذخائر.
وجاء التصعيد الأخير بالتزامن مع تصاعد المواجهة بعد الحرب في غزة وتزايد تدخل “حزب الله” في الصراع، مما دفع إسرائيل إلى تكثيف ضرباتها الجوية لتعطيل خطوط الإمداد بين سوريا ولبنان.
اقرأ أيضاً: “تدمير المعابر”.. محاولات إسرائيل لفصل “حزب الله” في ساحة لبنان – 963+
أهمية المعابر الحدودية
المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان تمثل شرايين حيوية للحركة بين البلدين، إذ تسهم في نقل البضائع وحركة المسافرين، فضلاً عن كونها قنوات لتهريب السلاح والبضائع في بعض الحالات.
وأبرز هذه المعابر تشمل تلك الواقعة في ريف دمشق وحمص وطرطوس، وتعتبر معابر مثل العريضة والدبوسية وجديدة يابوس محاور رئيسية تربط الجارتين.
وفي حمص أيضاً يقع المعبر الثالث، المسمى جوسية، الذي يربط بين بلدة جوسية التابعة لمدينة القصير وقرية القاع اللبنانية.
والمعبر الرابع هو معبر تلكلخ، الذي يربط بين بلدة تلكلخ في حمص ومنطقة وادي خالد في لبنان، أما المعبر الخامس فهو معبر مطربا في حمص، الذي أعلنت الحكومة السورية عن افتتاحه في عام 2022.
والمعبر السادس هو العريضة، ويقع في محافظة طرطوس ويربطها مع قرية العريضة اللبنانية. وبالإضافة إلى هذه المعابر الرسمية، يوجد 17 معبراً غير شرعي تربط بين سوريا ولبنان، تسيطر عليها فصائل في كلا البلدين.
ويفاقم تعطل المعابر الحدودية الأزمات الإنسانية على الجانبين السوري واللبناني، حيث تعتمد المجتمعات المحلية على هذه المعابر للحصول على المواد الأساسية وتبادل السلع.
إلى جانب ذلك، فإن استهداف البنية التحتية الحدودية يعمق الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها كل من سوريا ولبنان، ويضع المزيد من الضغوط على المجتمعات المتضررة من الحرب المستمرة.