موسكو
كشفت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء، عن عقد اجتماع جديد بصيغة “أستانا” حول سوريا قبل نهاية العام الجاري.
وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، إن “اجتماعاً جديداً لصيغة أستانا حول سوريا سيعقد بالتأكيد قبل نهاية العام”، وفق ما نقلت وكالة “تاس” الروسية.
وأضاف: “كانت هناك بالفعل اتفاقيات مبدئية على تواريخ محددة للاجتماع، ولكن بعد ذلك بسبب تغييرات في جداول العمل، قمنا بتأجيلها قليلاً”.
وكان وزراء خارجية روسيا، سيرغي لافروف، وتركيا هاكان فيدان، وإيران عباس عراقجي، قد بحثوا خلال اجتماع مشترك على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، تطورات الأزمة السورية.
وذكرت الخارجية الروسية في بيان حينها، أن لافروف بحث مع نظرائه من تركيا وإيران، الأوضاع في سوريا والجهود المشتركة من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة، مشيرةً إلى أن الوزراء دعوا إلى “ضرورة زيادة الدعم الخارجي لسوريا، بما يخدم إعادة إعمارها وتفعيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيرين إلى “التأثير السلبي للعقوبات المفروضة على سوريا”.
ولفت البيان، إلى أن الوزراء الثلاثة بحثوا مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن مسائل دفع العملية السياسية في سوريا، وتفعيل جهود الحوار لما فيه مصلحة السوريين، كما ناقشوا مسألة تقديم المساعدة الإنسانية الدولية لسوريا، دون “تسييس وتمييز وشروط مسبقة”.
وكانت الجولة الـ21 من اجتماعات “أستانا” بشأن سوريا، قد عقدت في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي في العاصمة الكازاخية أستانا، بمشاركة وفود “الدول الضامنة” روسيا وتركيا وإيران، إضافةً لوفدي الحكومة والمعارضة السورية، ومراقبين من الأمم المتحدة والأردن ومصر والعراق.
ومسار “أستانا”، تم إطلاقه مطلع عام 2017، بين روسيا وتركيا لبحث “حل الأزمة السورية” قبل أن تنضم إليه لاحقاً إيران ووفدين من الحكومة السورية والمعارضة ومراقبين من الأمم المتحدة ودول إقليمية.
وتتهم دول غربية وأطراف في المعارضة السورية، “الدول الضامنة لمسار أستانا” وعلى رأسها روسيا، بمحاولة جعل المسار بديلاً عن اتفاق جنيف وقرارات الأمم المتحدة بشأن سوريا، رغم تأكيداتها على “الالتزام بهذه القرارات” كمرجعية وأساس للحل في سوريا، إلى جانب اتهامها بـ”تحويل الاجتماعات إلى مكان لبحث أجنداتها ومصالحها ونفوذها”.
وزير الخارجية السوري لـ “963+”: لا نضع شروطاً على إعادة العلاقات مع تركيا.. بل متطلبات
ويأتي الاجتماع الـ22 المقرر ضمن “مسار أستانا” على وقع تصريحات المسؤولين الأتراك المتكررة، عن مضي أنقرة في خطط التطبيع مع الحكومة السورية، و”العمل لإيجاد حل لقضية اللاجئين السوريين”.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قد قال خلال مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية في 19 أيلول/ سبتمبر الماضي، إن “أهم النقاط التي تهم تركيا في التقارب مع الحكومة السورية، تتمثل في ملف اللاجئين ومكافحة الإرهاب”.
وأضاف، أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على استعداد للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وقد أبدى إرادة قوية لتحقيق هذا الأمر”، مشيراً إلى أن المحادثات بين الجانبين التركي والسوري مستمرة بشكل غير مباشر منذ فترة.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية السوري السابق فيصل المقداد في تصريحاتٍ خاصة لـ “963+” في 10 سبتمبر الماضي: “نحن لا نضع شروطاً على بدء علاقاتٍ عادية بين تركيا وسوريا، بل نحن نضع متطلبات نجاح أي عملية مباحثات بين البلدين”، وذلك على هامش مشاركته في أعمال الدورة العادية الـ 162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة.
وأضاف: “من أهم المطالب هو أن يكون هنالك موقف تركي لا يمكن أن يفسر خطأ، وهو أن تركيا ستنسحب من الأراضي التي تحتلها في شمال سوريا”، مؤجلاً البحث في عودة المياه إلى مجاريها “عندما تتوفر هذه المتطلبات الأساسية، ونتفق على جدول أعمال محدد يتناول كافة الاهتمامات التي تثيرها تركيا، والجانب التركي أيضاً يتفهم الاهتمامات التي يثيرها الجانب السوري”.