واشنطن
ألقت وزارة العدل الأميركية القبض على يون هي وانغ، وهو صيني يبلغ من العمر 35 عامًا، بتهمة إنشاء Botnet “شبكة البوتات” – وهو نوع من البرامج الضارة يربط شبكة من الأجهزة المخترقة، والتي يمكن للمجرمين بعد ذلك استخدامها عن بعد لشن هجمات إلكترونية.
وكشف مسؤولون في الوزارة عن إغلاق شبكة عالمية للبرامج الضارة مسؤولة عن سرقة 5.9 مليار دولار من أموال الإغاثة الخاصة بكوفيد-19، وترتبط بجرائم أخرى مثل استغلال الأطفال وتهديدات بالقنابل.
وتعرف الـ Botnet أو شبكات الروبوت بأنها عبارة عن سلسلة من أجهزة الكمبيوتر متصلة ببعضها البعض لأداء مهمة ما. قام مجرمو الإنترنت بإعداد Botnets لاختراق أجهزة الكمبيوتر والحسابات الأخرى.
وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن “من المحتمل أن تكون أكبر شبكة بوت نت في العالم على الإطلاق”.
وقام وانغ، وفقًا للاتهام، بتشغيل شبكة البوت نت، التي تسمى “911 S5″، من حوالي 150 خادمًا حول العالم، بما في ذلك بعض الخوادم الموجودة في الولايات المتحدة، وذلك من عام 2014 إلى عام 2022.
وأعلنت وزارة العدل عن أن شبكة البوت نتـ اخترقت أكثر من 19 مليون عنوان IP في حوالي 200 دولة. وبحسب لائحة الاتهام، كان هناك حوالي 614 ألف عنوان IP في الولايات المتحدة.
وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي دليلاً إرشادياً للمستخدمين لتحديد ما إذا كانت أجهزتهم قد تعرضت لهجوم “911 S5″، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يتم إزالة البرامج الضارة.
ووفقاً لإعلان وزارة العدل، يُزعم أن وانغ باع الوصول إلى عناوين IP المخترقة للمجرمين الإلكترونيين وجمع ما لا يقل عن 99 مليون دولار، والتي استخدمها لشراء سيارات فخمة وساعات وعقارات حول العالم.
وقالت وزارة العدل إن شبكة “911 S5” استُخدمت أيضاً في الاحتيال والمطاردة والمضايقة والتصدير غير القانوني للبضائع وجرائم أخرى.
واستهدفت شبكة البوت نت، على وجه التحديد، برامج الإغاثة الخاصة بكوفيد-19 وقدمت ما يقدر بنحو 560 ألف مطالبة تأمين ضد البطالة مزيفة، وسرقت حوالي 5.9 مليار دولار.
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون إنفاذ الصادرات ماثيو إس. أكسلرود من مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية: “إن السلوك المزعوم هنا يبدو وكأنه مأخوذ من سيناريو فيلم”.
وأضاف أكسيلرود: “لكن ما لا يُظهرونه في الأفلام هو العمل المضني الذي نقوم به لتطبيق القانون المحلي والدولي، بالتعاون الوثيق مع الشركاء في الصناعة، لإسقاط مثل هذه المخططات الوقحة وإجراء اعتقال كهذا”.
وتعاونت وزارة العدل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وغيره من وكالات إنفاذ القانون دولياً لتفكيك شبكة البوت نت واعتقال وانغ.
ويأتي الاعتقال بعد يوم واحد من فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على وانغ وشخصين آخرين بسبب تورطهما المزعوم مع شبكة 911 S5.
كما فرضت الخزانة عقوبات على ثلاث شركات يملكها وانغ أو يسيطر عليها: مثل شركة Spicy Code Company Limited، ومجموعة Tulip Biz Pattaya Group Company Limited، وشركة Lily Suites Company Limited.
ويواجه وانغ حكماً بالسجن لمدة 65 عاما كحد أقصى مع أربع تهم جنائية ثلاثة منها مرتبطة بالاحتيال الإلكتروني، بالإضافة لتهمة خاصة بغسيل الأموال.
وتأتي هذه التهم في الوقت الذي تحاول فيه وكالات إنفاذ القانون الأميركية تحديث البروتوكولات لمواكبة التهديدات الأمنية الإلكترونية الأكثر تعقيدًا.
وكانت أعربت الولايات المتحدة، في السنوات الأخيرة، عن قلق خاص بشأن قراصنة مدعومين من الصين يسعون إلى تقويض البنية التحتية الأميركية.
وفي كانون الثاني/ يناير، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه تمكن من تفكيك مجموعة القرصنة الصينية “Volt Typhoon” التي كانت تستهدف محطات المياه والشبكات الكهربائية وغيرها في الولايات المتحدة.
وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال جلسة استماع في يناير: “اليوم، وفي كل يوم حرفيًا، يهاجمون أمننا الاقتصادي بنشاط، ويشاركون في سرقة واسعة النطاق لابتكاراتنا وبياناتنا الشخصية وشركاتنا”.