بروكسل
توسعت التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة والتي كانت بدأت في نيسان/ أبريل بالولايات المتحدة، لتشمل جامعات جديدة حول العالم، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتشهد جامعات في فرنسا وكندا وسويسرا وأستراليا والمكسيك، اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين حركة “حماس” وإسرائيل في قطاع غزة.
وشهدت الولايات المتحدة انطلاق التعبئة الطالبية على خلفية الحرب، وأكد الرئيس جو بايدن الخميس الماضي، ضرورة أن يسود “النظام” في حرم الجامعات.
وجاء تصريحه بعدما فكّكت الشرطة التي حضرت بكثافة المخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس حيث أوقف العشرات. وفكّكت الشرطة سلمياً مخيماً في جامعة نيويورك (NYU) بناء على طلب المؤسسة.
وأعلنت جامعة براون في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق) التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي في مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول “سحب استثمارات براون من شركات تسهّل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة”.
وأخرجت الشرطة الفرنسية المتظاهرين من مبنى معهد سيانس بو من دون حوادث. وأوضحت أنه “أرسل قائد الشرطة قوات إنفاذ القانون لإخلاء سيانس بو.. أُخرج 91 شخصاً دون حوادث”.
نظم أعضاء اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا، خارج جامعة السوربون وسط باريس، “طاولة حوار” أمس الجمعة. وقال رئيسه سامويل لوجوايو لإذاعة “جي”: “نريد أن نثبت أنه ليس صحيحاً أنه لا يمكنك التحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني (…) للقيام بذلك، علينا تحديد الأشخاص الذين يصفون الطلاب اليهود بأنهم متواطئون في الإبادة الجماعية”.
وقال زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلانشون، خلال تجمع دعما للقضية الفلسطينية في البانثيون الجمعة في باريس شارك فيه شبان ونواب من اليسار الراديكالي: “أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويا وماديا”.
كذلك، أخرجت الشرطة طلاباً من معهد الدراسات السياسية في ليون، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.
وأكدت الحكومة الفرنسية الجمعة، أن “الحزم كامل وسيبقى كاملا”، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.
واحتل حوالي مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين الخميس الماضي، قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء “كيستون-ايه تي اس”.
وقال المنظمون في بيان إن التحرك “يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.
ويتكرر المشهد في دول أخرى منها المكسيك، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس، خياماً أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلة”، كبرى جامعات البلاد احتجاجاً على استمرار الحرب في غزة.
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات بينها “عاشت فلسطين حرّة!”، و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!”. ورفع المحتجون عدة مطالب بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
وتجمع مئات المتظاهرين في أستراليا، منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل أمس الجمعة، في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج بقي سلمياً رغم بعض الجدالات المتوترة. ويخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ عشرة أيام قبالة جامعة سيدني.
ونظم طلاب جامعة النهرين في بغداد الخميس، وقفة تضامنية مع قطاع غزة والاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية. ورفع طلاب وأساتذة العلمين الفلسطيني والعراقي، ولافتات “فلسطين حرة”.
ونظم طلاب في جامعات لبنانية عدة وقفات تضامنية مع الفلسطينيين. فقد تجمع عشرات الطلاب داخل حرم الجامعة الأميركية العريقة في بيروت، هاتفين: “انتفاضة، انتفاضة” ورافعين الأعلام الفلسطينية. ووضع عدد منهم كوفيات. وحمل بعضهم لافتة كتب عليها “إزالة الاحتلال تعني تأسيس دولة ديمقراطية واحدة من النهر إلى البحر”.