دمشق
كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية مؤخراً ضد “الوحدة 4400″ التابعة لـ”حزب الله” في سوريا، مستهدفاً قادة الوحدة ومحاور تهريب الأسلحة التي تستخدم لنقل العتاد من إيران إلى لبنان. وفي بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أُعلن عن تفاصيل سلسلة من الضربات الجوية التي أسفرت عن مقتل عدد من القيادات البارزة وتدمير نفق استراتيجي بطول 3.5 كيلومترات استغرق إنشاؤه نحو عقد.
وبحسب البيان الإسرائيلي، تُعد “الوحدة 4400” التي تأسست في عام 2000، “مسؤولاً رئيسياً عن تسليح حزب الله من خلال تهريب وسائل قتالية عبر سوريا”.
وتعمل هذه الوحدة بالتعاون مع إيران والحكومة السورية، حيث يتم تخزين الأسلحة في مستودعات قوات الحكومة السورية قبل نقلها إلى لبنان عبر معابر حدودية يديرها الأمن العسكري السوري.
ووفقاً للبيان، فقد تم ضرب محاور نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان بسلسلة غارات، وشملت تلك الضربات تدمير نفق استراتيجي بطول 3.5 كيلومترات، واستغرقت عملية إنشائه نحو 10 سنوات.
وتوعد البيان بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل على رصد وإحباط كل محاولة صادرة عن إيران لتسليح وكلائها في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: “تدمير المعابر”.. محاولات إسرائيل لفصل “حزب الله” في ساحة لبنان
غارات مكثفة
استهدفت غارات إسرائيلية، قبل أيام، معابر وجسور حدودية في ريف القصير بمحافظة حمص، منها معابر جوسية، المطربة، سمسم، وبوابة النزارية، والتي تخضع لسيطرة مشتركة بين قوات الحكومة السورية و”حزب الله”.
وأدت تلك الضربات إلى مقتل 6 عناصر وإصابة عشرات آخرين من القوات الحكومية و”حزب الله” وفقاً لمصدر عسكري سوري.
وفي إطار الهجمات، كان قد أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال قائد الوحدة محمد جعفر قصير في بيروت، وخليفته علي حسن غريب في دمشق، إلى جانب قادة آخرين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنّ القتيل، الذي لم يسمّه، هو قائد الوحدة 4400 “المسؤولة عن التحويلات المالية لحزب الله” والتي يتمّ الحصول عليها بشكل خاص من بيع النفط الإيراني.
والوحدة 4400 كان يقودها قبله محمد جعفر قصير الذي كان يطلق عليه “الشيخ صلاح” والذي “تولى على مدار سنوات إدارة مصدر الدخل الرئيسي للتنظيم”، وقد قتلته إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية من هذا الشهر.
اقرأ أيضاً: القصير هدفاً.. لماذا تكثف إسرائيل هجماتها على ريف حمص السورية؟
وتأتي هذه الاغتيالات ضمن استراتيجية إسرائيلية لضرب البنية القيادية للوحدة، التي وصفها البيان بأنها المحور الرئيسي لتهريب آلاف الصواريخ والوسائل القتالية إلى لبنان.
وبالتزامن مع تصاعد القصف منذ اندلاع الحرب في لبنان في أيلول/ سبتمبر الماضي، نفذت إسرائيل ضربات مكثفة على معابر حدودية تربط سوريا بلبنان، ما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية لهذه المعابر وعطل بعضها.
كما استهدفت غارات سابقة معبر جوسية ومقرات أمنية قريبة، متسببة بمقتل 3 عناصر من القوات الحكومية وخروج المعبر عن الخدمة.
“حزام ناري”
يرى محللون أن إسرائيل تسعى إلى إنشاء “حزام ناري” على الحدود السورية اللبنانية، يمتد من ريف القنيطرة جنوباً إلى ريف حمص غرباً، لقطع خطوط إمداد “حزب الله” وتحجيم قدراته العسكرية.
وكانت قد أكدت القناة “13” الإسرائيلية أن الغارات تهدف إلى إحباط تهريب الأسلحة والذخائر عبر سوريا إلى لبنان.
اقرأ أيضاً: القصير هدفاً.. لماذا تكثف إسرائيل هجماتها على ريف حمص السورية؟
هاني سليمان، مدير المركز العربي للأبحاث والمتخصص في الشأن الإيراني، أشار في تصريحات سابقة لموقع “963+”، إلى أن “إسرائيل تسعى ليس فقط إلى تصفير الإمدادات بين إيران وحزب الله، بل أيضًا إلى تحييد الفصائل الإيرانية في سوريا”.
وخلال الفترة الماضية، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على معابر تربط بين سوريا ولبنان في ريفي محافظتي حمص ودمشق، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمعابر وتعطيل بعضها بشكل مؤقت.
وتترافق هذه الضربات، بتحليق مكثف للمسيّرات الإسرائيلية على طول الحدود السورية – اللبنانية، بهدف مراقبة تحركات “حزب الله” المدعوم من إيران وقطع طرق إمداده ومنعه من نقل السلاح بين البلدين.
وكانت قد رجحت الباحثة السياسية اللبنانية سوسن مهنا في تصريحات لـ”963+”، أن “المرحلة المقبلة قد تتجه خلالها إيران نحو التهدئة، لكنها لن تكون قريبة، إذ قد تستغرق شهرين أو أكثر” حتى يتسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد الرئاسة، وتتضح السياسة الأميركية في المنطقة، “إذ تسعى إيران إلى استنفاد كامل قدرات حزب الله الميدانية قبل أي تغيير جذري في استراتيجيتها”.