بيروت
ذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية أنها حصلت على وثائق تؤكد رصد السلطات التركية نشاط تنظيم “داعش خراسان” في البلاد.
وقالت الصحيفة إن “تنظيم “داعش خراسان” تسبب بمقتل و جرح الآلاف في أفغانستان وباكستان منذ تأسيسه عام 2015. كما نفّذ هجمات في إيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأضافت الصحيفة أن “لائحة الاتهام التي أعدّها مكتب المدعي العام في اسطنبول، تؤكّد قيام مقاتلين من “داعش” باستطلاع منطقة القنصليتين السويدية والهولندية في اسطنبول لمهاجمتهما بعد حادثة حرق القرآن الكريم في ستوكهولم عام 2023 وذلك بأوامر من رستم موهجيركا، المسؤول عن التفجيرات والهجمات في “داعش خراسان”.
ونوهت الصحيفة إلى أن الصحافية الاستقصائية التركية، هالة غونولتاش، أكدت تحوّل تركيا إلى قاعدة لتجنيد العناصر لصالح تنظيم “داعش خراسان”.
وفي تحقيق نشرته في صحيفة “ارتي غارتشيك” التركية مؤلف من 4 أجزاء، تكشف غونولتاش أنّ التنطيم يحرص مع مسلحين أتراك، على تجنيد أفراد من أصول آسيوية، وتحديداً من كازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب التحقيق، فإنّ مسار “رحل الجهاد” لعناصر “داعش خراسان” يبدأ بالوصول إلى تركيا جواً من الدول المذكورة، ومن ثم الانتقال إلى سوريا والقتال فيها، وبعد العودة من سوريا، واكتساب الخبرات القتالية اللازمة، يتمّ إرسال الراغبين منهم إلى أفغانستان، كما يتمّ توفير الأسلحة للمتشدّدين الذين يستعدون لتنفيذ تفجيرات انتحارية.
وقالت الصحيفة اللبنانية أنه “وفقًا للائحة الاتهام، الموجّهة لـ18 متهماً من داغستان وتركمانستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأذربيجان، مع وصول العناصر الراغبة للقتال في أفغانستان إلى تركيا، يتمّ استقبالهم من مسلحين من عناصر التنظيم مقيمين في تركيا وتوزيعهم على فنادق اسطنبول في أحياء فاتح وأكساراي وكومكابي (فندق باريس – فندق ميتروبول 2 – فندق ميتي)، وذلك بعد تزويدهم بجوازات سفر مزورة مجهّزة من قبل المقاتلين الإيغور في التنظيم، الذين يتميزون بخبرتهم في هذا المجال، وتتصدّر سوريا وولايتا عنتاب وهاتاي (لواء إسكندرون) غرف عمليات إصدار جوازات السفر المزورة”.
وأردفت الصحيفة: “تزعّم فرع تركيا في تنظيم “داعش خراسان”مواطن قرغيزي من أصل طاجيكستاني، “أ.س” (45 عاماً)، حيث انضمّ إلى “داعش” في عام 2014 أثناء قيامه بنشاط تجاري في قيرغيزستان، وكان من بين المهام الموكلة إليه استقبال المسلحين القادمين من آسيا الوسطى وروسيا (وإن بأعداد قليلة) الراغبين في التوجّه إلى سوريا وأفغانستان، من المطارات ومحطات القطار، وإيواؤهم في تركيا لفترة من الوقت، ومن ثم توزيعهم ضمن صفوف التنظيم وفق التعليمات الواردة”.
وذكرت الصحيفة “في اعترافاته أمام القضاء، والتي حصل “النهار العربي” على نسخ منها، كشف “أ.س” عن هوية منفّذ الهجوم الذي تبنّاه تنظيم “داعش” على مسجد شيعي في مدينة بيشاور الباكستانية، في آذار/ مارس 2022، وأدّى إلى مقتل 45 شخصاً وإصابة 65 آخرين، حيث قام شخصياً باستقباله واستئجار منزل له في إزمير كونها أهدأ من اسطنبول وأكثر أماناً لناحية عدم جذب الانتباه”.
وقالت الصحيفة “اعترف زعيم “داعش” أيضاً بقيامه بتأمين أسلحة لعناصر “داعش” الأتراك، وأذربيجانيين وافدين من ألمانيا، وسترات هجومية تمّ إرسالها إلى روسيا (100 قطعة) بعد تأمينها من متجر “مرجان تيجاريت” في اسطنبول، بالإضافة إلى إرسال الأسلحة إلى طاجيكستان عن طريق وضعها في غسالات يتمّ شحنها إلى ذلك البلد”.