بروكسل
ناشد الأمين العام لمجلس الأمن الدولي أنطونيو غوتيريش، إسرائيل وإيران بممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.
وحذر غوتيريش، خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن، من أن “منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية وشعوبها تواجه خطراً حقيقياً بنشوب صراع شامل”. وأكد أن “الوقت حان لتهدئة التوترات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتراجع عن حافة الهاوية”، مكرراً تنديده بهجوم إيران السبت ضد إسرائيل، وكذلك بالضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/ أبريل الماضي.
وقال المندوب البديل لدى البعثة الأميركية الدائمة روبرت وود إن “تصرفات إيران المتهورة تشكل تهديداً” لإسرائيل ودول أخرى مثل الأردن والعراق.
وعدد المندوب انتهاكات إيران ومنها “تسليح حزب الله في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتسليح الحوثيين وتمكين هجماتهم على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والسفن التجارية في البحر الأحمر، في انتهاك واضح للقرار 2216 وفي تحدٍ للقرار 2722″، فضلاً عن انتهاك القرار 2231 بنقل مسيرات “شاهد” إلى روسيا.
وأشار إلى أنه “في الأيام المقبلة، وبالتشاور مع الدول الأعضاء الأخرى، ستستكشف الولايات المتحدة اتخاذ تدابير إضافية لمحاسبة إيران هنا في الأمم المتحدة”، وأنه “يجب على مجلس الأمن أن يدين بشكل لا لبس فيه تصرفات إيران العدوانية”، محذراً من أنه “إذا اتخذت إيران أو وكلاؤها إجراءات ضد الولايات المتحدة أو اتخذت إجراءات أخرى ضد إسرائيل، فستتحمل إيران المسؤولية”، علماً أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد”، بل “وقف التصعيد”.
وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان إن “القناع سقط. إيران، الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم، كشفت وجهها الحقيقي بوصفها مزعزعة لاستقرار المنطقة والعالم”، داعياً مجلس الأمن إلى التحرك بما في ذلك عبر تصنيف “الحرس الثوري كمنظمة إرهابية”، وإلى “فرض كل العقوبات الممكنة ضد إيران قبل فوات الأوان”.
وأشار أردان إلى آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات تلقائياً بسبب انتهاكها القرار 2231 الذي يتيح لأعضاء الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، مع إيران لعام 2015 إعادة فرض العقوبات الدولية ضد طهران. ورأى أن “الخيار الوحيد هو إدانة إيران واستخدام كل الوسائل اللازمة لجعلها تدفع ثمناً باهظاً على جرائمها الفظيعة”.
ورد المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد عرفاني بأن بلاده “لم يكن أمامها خيار سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس” بعد الضربة الإسرائيلية التي أدت الى تدمير مبنى القنصلية الايرانية في دمشق، ومقتل سبعة من كبار قادة الحرس الثوري.
وأضاف أن “مجلس الأمن فشل في القيام بواجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين” من خلال عدم إدانته الضربة الإسرائيلية. وأكد أن طهران لا تريد التصعيد لكنها سترد على “أي تهديد أو عدوان”، مشدداً على أن إيران لا تسعى إلى التصعيد أو الحرب في المنطقة وليس لديها أي نية للدخول في صراع مع الولايات المتحدة. ولكن “إذا شنت الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضد إيران أو مواطنيها أو أمنها ومصالحها، فإن إيران ستستخدم حقها الطبيعي في الرد بشكل متناسب”.
وقال عرفان: “حان الوقت لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته ومواجهة التهديد الحقيقي للسلم والأمن الدوليين”، داعياً المجلس إلى أن “يتخذ إجراءات عقابية عاجلة لإجبار هذا النظام على وقف الإبادة الجماعية ضد سكان غزة”.
وتضمن كلمات ممثلي معظم الدول في مجلس الأمن إدانات للهجوم الإيراني. ولكن الجميع ركزوا على ضرورة “ضبط النفس” لتجنب مزيد من التصعيد في المنطقة.
أما المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا فذكر بأن بلاده حذرت عقب الهجوم الإسرائيلي على مقر القنصلية الإيرانية من أن “مثل هذه الأعمال غير مقبولة ليس فقط ضد دولتين ذات سيادة مثل إيران وسوريا، وليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في أي مكان في العالم”.
وحذر نيبينزيا من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، مؤكداً أهمية أن يبذل المجتمع الدولي كافة الجهود اللازمة لتهدئة الوضع لئلا “تنزلق المنطقة إلى حلقة مفرغة من الهجمات المتبادلة والعنف”.
وأطلقت إيران هجوماً بمسيّرات في اتجاه إسرائيل ليل السبت ـ الأحد، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي و”الحرس الثوري الإيراني”، في أول هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه طهران ضد تل أبيب، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.