خاص ـ طهران
قال وجدان عبدالرحمن الكاتب والباحث المختص في الشأن الإيراني، لموقع “963+”، الأحد، إن الهجمات الإيرانية على إسرائيل، كانت “لحفظ ماء وجه طهران ولم تحقق أي نتائج مرجوة”.
وأضاف الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن الرد الإيراني، “جاء بعد الضغوط الداخلية والمتشددين وحتى من قبل حلفاء إيران بمن فيهم حزب الله، الذين طلبوا أن يكون هناك رد، وهو لا يتعدى حفظ ماء الوجه”.
وقوبل الرد الإيراني، بحسب عبدالرحمن، بـ”استهزاء من قبل الأطراف الموالية لإيران والمعارضة لها. لذلك هي لا يمكنها الآن أن ترد أكثر من ذلك خاصة أنها أعلنت أن ضربتها ستكون محدودة”.
وفاوضت إيران خلال الأيام العشرة الماضية، الولايات المتحدة، “وقد تكون أبلغتهم بتاريخ ويوم وحتى ساعة انطلاق المقذوفات وحتى عددها بحسب ما سمعنا من الإعلام الأميركي حتى قبل انطلاق هذه المسيرات؛ بمعنى أن إيران تكتفي فقط بهذا الاستهداف وليس كما تدعي بوجود هجمات أخرى، خاصة أن الحرس الثوري الإيراني أعلن انتهاء الهجمات”، بحسب المختص بالشأن الإيراني.
ويرى عبدالرحمن أن إيران تتخوف من أن تنجر إلى حرب مع إسرائيل؛ وهذا ما صرحت به أكثر من مرة بأن “إسرائيل تريد جرنا إلى حرب وعلينا أن نتفاداها”. ويضيف: “حتى الصواريخ التي انطلقت كان الغرض منها أن لا تتسبب بأي أضرار لا بشرية ولا بالمنشآت الحيوية أو القواعد العسكرية أو الأمنية الإسرائيلية. ولهذا يمكن أن يكونوا أبلغوا الولايات المتحدة حتى لا يكون هناك أي أضرار تخوفاً من ردة فعل إسرائيل”.
لكن حكومة نتنياهو التي هي تحت ضغوط من الشارع الإسرائيلي والمعارضة “لا شك أنها ستستغل هذه الفرصة”، بحسب الباحث المختص، ويضيف: “قد يكون هناك ضغط من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلي لاستهداف إيران حتى وإن كان في أماكن محدودة أو أماكن انطلاق المسيرات والصواريخ”.
وتعول إيران على وكلائها في المنطقة وأكثرهم “حزب الله” اللبناني، “الذي يعد الخط الأمامي للمواجهة في حرب إيران مع إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة الأميركية، خاصة أنه يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ والقدرات العسكرية لتكون إلى جانب إيران بالإضافة إلى الحوثيين والفصائل في سوريا أو حتى الفصائل العراقية”، بحسب عبدالرحمن.
ويضيف: “فشلت إيران في الوصول إلى أهدافها وعززت من مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي كانت ضعيفة أمام الشارع الإسرائيلي والمعارضة أيضاً، وأعطت مبرراً لإسرائيل إذا ما أرادت مهاجمة برامج إيران النووية التي تعد تهديداً حقيقياً لأمن إسرائيل وأيضاً أضرت بعلاقتها مع الدول العربية بما فيها دول المنطقة بعد تحسنها شيئاً ما ومنها إعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية”.
ويشدد وجدان عبدالرحمن المختص في الشأن الإيراني، في ختام تصريحه لـ”963+”، على أن هذه الهجمات وما تلاها من تصريحات من مسؤولين إيرانيين، هددوا فيها الأردن بشكل مباشر، “يفقد إيران الدعم العربي”، ويضيف: “في النتيجة فهذه الهجمات كان لها نتائج عكسية على خلاف ما كانت تدعي إيران”.
وأطلقت إيران هجوماً بمسيّرات في اتجاه إسرائيل ليل السبت ـ الأحد، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي و”الحرس الثوري الإيراني”، في أول هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه طهران ضد تل أبيب، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأكّد “الحرس الثوري الإيراني” شنّ هجوم “بمسيّرات وصواريخ” على إسرائيل رداً على القصف الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الجاري ونُسب إلى إسرائيل وتسبّب بمقتل 16 شخصاً بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني.
في الوقت نفسه، نفّذ حلفاء لإيران في المنطقة، “حزب الله” اللبناني والمتمردون “الحوثيون” في اليمن، هجمات ضد إسرائيل، الأول عبر “عبر صواريخ كاتيوشا” أطلقت في اتجاه هضبة الجولان المحتلة، والطرف الثاني عبر مسيرات في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.