بيروت
أعلن “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على مرابض مدفعية إسرائيلية الجمعة، في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وقال حزب الله في بيان “رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية (…) قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 20:00 من مساء يوم الجمعة 12-04-2024 مرابض مدفعية العدو في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.
يأتي ذلك فيما قالت الولايات المتحدة الجمعة إنها بصدد إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من أن تشن إيران قريباً هجوماً على إسرائيل.
وأوضح مسؤول دفاعي أميركي في واشنطن “نحن نرسل موارد إضافية إلى المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية وتعزيز حماية القوات الأميركية”، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
ومن جهتها ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القبة الحديدة اعترضت أكثر من 50 صاروخاً أُطلقت من جنوب لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق حوالي 40 صاروخاً من لبنان باتجاه مناطق الشمال، وقال إنه اعترض بعضاً منها وسقط الآخر في مناطق مفتوحة.
في الأثناء، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الجمعة أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان “جنباً إلى جنب” في مواجهة إيران التي تهدد بالرد على ضربة استهدفت مطلع شهر نيسان/أبريل الجاري قنصليتها في العاصمة السورية.
وشدد غالانت في بيان عقب لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا الذي يجري زيارة لإسرائيل “أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقرّبوننا من بعضنا البعض ويعزّزون روابطنا”.
وأضاف في إشارة إلى التهديد الإيراني المحتمل: “نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا براً وجواً بتعاون وثيق مع شركائنا، ونعلم كيف نرد”.
من جانبه، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي اليوم الجمعة إن الجيش الإسرائيلي جاهز للتعامل مع التهديدات الإيرانية في أي وقت ووفق أي سيناريو”.
ورجح مسؤولون أميركيون هجوماً إيرانياً على إسرائيل اليوم الجمعة، متوقعين أن يشمل أكثر من 100 مسيرة وعشرات الصواريخ، وفق تصريحاتهم لـ “سي بي أس”.
وأضافوا أنه “سيكون من الصعب على الإسرائيليين صد هجوم بهذا الحجم”، مشيرين إلى أن الإيرانيين قد يختارون في نهاية المطاف شن “هجوم صغير” لتجنب التصعيد.
في حين نقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر أميركية قولها إن ضرب إيران للسفارات الاسرائيلية في الدول العربية هي من الخيارات المطروحة.
وفي اتصال هاتفي، قال وزير الدفاع الاميركي لنظيره الإسرائيلي إنه “يمكنكم الاعتماد على الدعم الأميركي الكامل في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات التي تشنها إيران”، بحسب بيان للبنتاغون.
ومن جهته، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين “ما زلنا نعتبر أن تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق” وتنوي الولايات المتحدة “بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها”.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون إن بلاده “تعمل على منع اندلاع حرب موسعة، فيما تسعى في الوقت عينه إلى التأكد من حماية جميع القوات الأميركية في المنطقة”.
وأضاف: “نحضر بشكل جيد لضمان جهوزيتنا أمام أي تطور محتمل في المنطقة”، وفق ما نقلت شبكة “سي بي أس”.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب في ظل تهديدات ووعيد متبادل بين طهران وتل أبيب، بعد تزايد حدة التوتر بين الدولتين على خلفية استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في دمشق.
وكانت إيران قد تعهّدت بـ”معاقبة” إسرائيل بعد ضربة استهدفت قنصليتها في دمشق في الأول أبريل أوقعت 16 قتيلا بينهم سبعة عناصر في الحرس الثوري.
ونسبت إيران وسوريا الهجوم إلى إسرائيل التي لم تؤكد ضلوعها فيها، لكن أطرافاً كثيرة تعتبرها مسؤولة عنها بما في ذلك حلفاؤها.