بروكسل
توصلت البروفيسورة في الجامعة البريطانية بيسان اللاذقاني سورية الأصل مع مجموعة من زملائها إلى اكتشاف علاج جديد لسرطان الرحم من شأنه أن يحقق ثورة طبية.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن “بيسان اللاذقاني التي تنحدر من قرية سرمدا قرب حلب، ابنة الكاتب السوري المعروف محي الدين اللاذقاني حظيت بدعم اكتشافاتها من قبل مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وهي أكبر مؤسسة خيرية في العالم في هذا المجال”.
وكانت اللاذقاني سباقة في اكتشافات مثيرة منذ منتصف العقد الأول من القرن 21 عندما كان العلماء لا يزالون “يخمنون جزئياً” ما الذي يمكن أن يمنع الخلايا من التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه، بحسب ما نقلت الصحيفة عنها.
وأردفت الباحثة للصحيفة، “لكن سرعان ما استقرت الاكتشافات، حيث أصبحت الأشياء واضحة جداً وبسرعة كبيرة، ولم يتبق سوى سرطانات نادرة أو معقدة أو مقاومة للأدوية. ومن المؤسف أن التقدم في هذه المجالات كان أبطأ بكثير”.
وتضيف اللاذقاني أن “المرضى أصبحوا شركاء فاعلين في عملية البحث”.
وتقول اللاذقاني: “إننا نمر بهذه الثورة المذهلة في علم البيانات والذكاء الاصطناعي، ونحن في بداية الأمر، ولكن من المثير أن نرى الإثنين يجتمعان معاً”.
وتضيف للصحيفة إنه “أمر حلو ومر، أن عقاراً تموله أبحاث السرطان في المملكة المتحدة تمت الموافقة عليه مؤخراً في الولايات المتحدة”.
وبينت :”أشعر بسعادة غامرة عندما أعرف أن أمهات الأشخاص الآخرين سيكون أمامهن الآن هذا الخيار، لكنه يوضح لك أهمية عدم الوقوف ساكنين بل علينا أن نواصل البحث”.
وقال والد بيسان، المعارض السوري المعروف بمناهضته للحكومة السورية الحالية على تويتر: “لحظة فخر.. ابنتي البروفيسورة بالجامعات البريطانية، والأميركية الدكتورة بيسان اللاذقاني التي اكتشفت علاجاً لسرطان الرحم تزين اليوم صفحات صحيفة “فايننشال تايمز”بأخبار متفائلة عن علاجات جديدة تطوّرها مع زملائها، وزميلاتها الذين تركوا لنا الأدب و”اللت والعجن” وتفرغوا لمختبراتهم لإنقاذ البشرية من ذلك المرض القاتل”.
وأضاف في تغريدته: “لو سألتموها بماذا تتذكرني لربما ضحكت، وقالت إني كنت أصدع رأسها دوماً بجملتي الشهيرة : لا يوجد أحلام مستحيلة مع الإرادة كل شيء ممكن ، أما إن سألتموني هل كنت أتوقع أن أراها بين صفوة العلماء والعالمات في الولايات المتحدة الأميركي ، فسأقول نعم دون تردد لأنها عكسي تماماً بارعة في استغلال الوقت بينما أنا غارق في فوضاي غير الخلاقة”.
وأردف “لقد كنت فخوراً بكِ على الدوام عزيزتي بيسان لكن مشكلتي معك إني ما زلت أراك طفلتي الصغيرة رغم تلك المكانة العلمية السامية التي تسلقت قمتها بمثابرة وجدارة “.
لحظة فخر..ابنتي البروفيسور بالجامعات البريطانية ، والاميركية الدكتورة بيسان اللاذقاني التي اكتشفت علاجا لسرطان الرحم تزين اليوم صفحات صحيفة "فايننشال تايمز"بأخبار متفائلة عن علاجات جديدة تطورها مع زملائها، وزميلاتها الذين تركوا لنا الادب و"اللت والعجن" وتفرغوا لمختبراتهم لإنقاذ…
— muhydinlazikani (@muhydinlazikani) April 10, 2024
وبعد أمراض القلب، يظل السرطان السبب الأكبر للوفاة في جميع أنحاء العالم، وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يزيد عدد تشخيص السرطان على مستوى العالم بنسبة 50٪، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
وبدأ العلماء في السنوات القليلة الماضية بجمع كميات كبيرة من بيانات مرضاهم بمساعدة التكنولوجيا الجديدة، مثل الساعات القابلة للارتداء، بدءاً من عدد الخطوات التي يتخذونها، إلى معدل ضربات القلب، إلى أنماط نومهم، يمكن أن تشير هذه البيانات إلى تشخيص السرطان في المستقبل.
وبدعم من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، صممت اللاذقاني مصدراً يسمى canSAR وهي أكبر قاعدة بيانات عامة للسرطان في العالم داخل مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس، تعمل على تطوير هذا المورد لزيادة دمج الذكاء الاصطناعي.
وتتمثل الفكرة في إنشاء منصة يمكنها محاكاة عملية اكتشاف الدواء، بدءاً من العثور على “الجين” المتحور، إلى تصميم الدواء، إلى إجراء تجارب على مرضى افتراضيين.