القاهرة
تعصف الحرب في السودان بجيل كامل من الأطفال والنساء، وأغلبهم بلا طعام بعد عام على اندلاع الحرب في البلد الإفريقي.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) نقلاً عن نازحة في مخيم “أوتاش” جنوب دار فور السودانية، “لم تعد حصص حساء الذرة التي كانت توزع على قاطنيه متوافرة، كلنا مرضى وكذلك أطفالنا، ليس لدينا شيء نأكله والمياه التي نجدها ملوثة”.
ومنذ حرب دارفور في مطلع القرن الحالي، ولد في المخيم وشب فيه جيل كامل، لكن منذ تجدد الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023 في الخرطوم غادر الدبلوماسيون وعاملو الإغاثة، وحرمت أكثر الفئات عوزاً من المساعدة نتيجة لذلك.
وبينت الأمم المتحدة أن “222 ألف طفل قد يموتون جوعاً خلال أسابيع أو بضعة شهور” و”أكثر من 700 الف” قد يواجهون المصير نفسه “هذا العام”.
وأفادت منظمة “أطباء بلا حدود” بأن طفلاً على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم “زمزم” للاجئين في شمال دارفور، أما في مخيم “كلمة” جنوب دارفور “يدخل 15 طفلاً يومياً منذ 15 آذار/مارس وحدة الرعاية المكثفة ويموت منهم أكثر من طفلين كل 12 ساعة”، بحسب منظمة “آلايت” غير الحكومية للمساعدات الانسانية.
وذكرت مجلة “لانسيت” الطبية، أن مستشفى “البلك” للأطفال في الخرطوم يستقبل “كل أسبوع 25 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد ويموت اثنان أو ثلاثة منهم أسبوعياً”.
وقال آدم رجال، الناطق باسم “تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور” إنه رأى “عشرات الأطفال يموتون بسبب عناد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو”.
ويخوض “البرهان” و”دقلو” نزاعاً مسلحاً على السلطة منذ عام، حتى باتت المساعدات الغذائية والإنسانية لا تصل لمستحقيها بحسب ماذكرت الأمم المتحدة.
وتضاف الى المخاطر الصحية، أهوال الحرب وتبعاتها الاقتصادية، وحذرت منظمات سودانية بشكل متزايد من أن الكثير من العائلات تضطر لـ”بيع” أحد أبنائها كي تتمكن من إطعام الباقين.
وقال خبراء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان أنهم جمعوا “معلومات حول نساء وفتيات يتم بيعهن في أسواق للرقيق في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة أخرى، خصوصاً في شمال دارفور”.
ومنذ الأيام الأولى للحرب في السودان، تظهر الصور واللقطات التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مراهقين يقفون في شاحنات صغيرة حاملين أسلحة آلية.