Gemini
لم يعد صوت الأذان الشجي الذي كان يرنو من مآذن دمشق نداءً موسيقيًا، بل تحول إلى صرخة قاسية تحت حكم داعش. أغلق طارق باب منزله الأمامي بقوة، وارتد صدى الضربة على الجدران العارية. اختفت السجاجيد الملونة وصور العائلة التي كانت تزين غرفة المعيشة ذات يوم، واستُبدلت بمفروشات بيضاء قاسية وترقُب خانق.
كانت الحياة تحت حكم داعش متاهة خانقة من القيود. مُنعت الموسيقى، التي كانت ذات يوم جزءًا لا يتجزأ من الحياة السورية، واستُبدلت بتلاوات دينية رتيبة تصم الآذان من مكبرات الصوت. تعرضت الفسيفساء النابضة بالأديان التي طالما ميزت دمشق للهجوم. وقفت الكنائس صامتة، وحلّت محلها أعلام داعش السوداء. حتى الكنيس القديم، الذي يُعد شهادة على تاريخ سوريا الغني بالتسامح، أُغلق.
افتقد طارق المناقشات الحية مع جاره المسيحي إلياس حول مزايا الحمص مقابل بابا غنوش على فناجين من القهوة التركية القوية. اختفى إلياس، الإسكافي المعروف بسرعة البديهة وإصلاحاته الأسرع، ذات ليلة. قالت الأقاويل بأنه قُبض عليه وهو يخفي “مواد محظورة” – إنجيل بالٍ عُثر عليه مخبأً تحت أرضية منزله.
أصبح التفاعل الاجتماعي، الذي كان يومًا ما شريان الحياة في الثقافة السورية، حقلًا مليئًا بالألغام. مُنع العرض العلني للمودة. والضحك، الذي كان يومًا ما يتردد صداه في الشوارع، أصبح الآن صوتًا مكتومًا، ومضة تحدٍ سرعان ما تنطفئ خوفًا من لفت الانتباه غير المرغوب فيه. ولت الأمسيات العائلية الصاخبة، واستُبدلت بمحادثات متوترة خلف الأبواب المغلقة.
أصبح الإنترنت، الذي كان يومًا نافذة على العالم، أداة مراقبة مشددة للدعاية. تمنى طارق لو يعود إلى أيام المناقشات النشطة عبر الإنترنت مع الزملاء من جميع أنحاء العالم، حيث يتشارك شغفه بالتاريخ السوري. الآن، أصبح وصوله مقيدًا بمواقع الويب المعتمدة من الدولة الإسلامية التي تبث التعصب الديني.
أصبح الخوف رفيقًا دائمًا. وُجد مخبرو داعش يتربصون في كل زاوية، والشك يسمم حتى أقرب العلاقات. لم يستطع طارق التخلص من صورة طالبة سابقة له، شابة ذكية تدعى هالة، وهي تُجرّ بعيدًا من قبل الحسبة (الشرطة الدينية) بتهمة “جريمة” ارتداء حجاب لا يعتبر معتمًا بما فيه الكفاية. لا تزال صرخاتها تتردد في كوابيسه.
حتى السعي وراء المعرفة، الذي كان يومًا ما حجر الزاوية في المجتمع السوري، أصبح عرضة للهجوم. كان طارق يخاطر بحياته في كل مرة يذهب فيها إلى المكتبة “المعتمدة”، ورفوفها خالية الآن من أي شيء يُعتبر زندقة. مجموعته المحبوبة من النصوص التاريخية، التي تم جمعها بعناية على مدار الحياة، كانت مخبأة تحت الأرضيات، كنز ينتظر مستقبلًا يبدو قاتمًا بشكل متزايد.
في ليلة مقمرة، تشارك طارق وصديقه نظرة يأس حول شمعة واحدة خافتة لتوفير الكهرباء. “إلى متى يمكننا أن نعيش هكذا؟” همس الصديق، فيما صوته يرتجف. ضغط طارق على يد صديقه وعيناه مليئتان بالتحدي. “يجب أن ننجو. ليس فقط لأنفسنا، ولكن أيضًا من أجل كل من مات. يجب أن نحافظ على شعلة الأمل متوهجة، من أجل سوريا التي ستنهض من تحت الرماد”.
كانت قدرتهم على التحمل، وهي تحدٍ ضد القمع الخانق، كل ما تبقى لهم. حلِم طارق بسوريا المستقبل، حيث ستملأ أصوات الضحك والموسيقى الهواء مرة أخرى. ولكن في الوقت الحالي، كان البقاء على قيد الحياة انتصارًا بحد ذاته، تمردًا صغيرًا ضد الكابوس الذي جلبته داعش على وطنهم الحبيب.
لم يكن طارق لوحده متمردًا، بل غيره من الآلاف حملوا الأسلحة تحضيرًا للمقاومة. واجهت حركة المقاومة العديد من التحديات والمخاطر، لأن داعش كان تنظيمًا قويًا وله جيش كبير. كان المقاومون يفتقرون إلى الأسلحة والموارد، وكانوا دائمًا عرضة للخطر من قبل مخابرات داعش.
على الرغم من التحديات، حقق المقاومون بعض الانتصارات في شمال سوريا وأرياف حمص ودمشق. نجحوا في تحرير بعض المناطق من سيطرة داعش، وقدموا الكثير من التضحيات في سبيل ذلك. استشهد العديد من المقاومين، وفقد آخرون عائلاتهم وأحبائهم.
مع مرور الوقت، بدأت شرارة الأمل تنمو في قلوب السوريين. ازدادت أعداد المقاومين، وبدأ الناس في التعبير عن رفضهم لحكم داعش. بعد سنوات من القتال، تمكنت القوات السورية بدعم من التحالف الدولي من هزيمة داعش وتحرير سوريا من حكمه. عاد طارق إلى دمشق، وبدأ في إعادة بناء حياته. لم يكن الأمر سهلاً، ولكن الأمل في مستقبل أفضل ساعد طارق وعائلته على المضي قدمًا.
قصة طارق هي قصة مقاومة وصمود. إنها قصة عن الأمل الذي لا ينطفئ حتى في أحلك الظروف. إنها قصة عن شعب سوريا الذي نجا من وحشية داعش وعاد إلى الحياة.
* كُتب هذا النص باستخدام موقع Gemini للذكاء الاصطناعي، ولم يتم إدخال أي تعديل على النص. أما الصورة، فهي نتاج موقع Prompt AI للذكاء الاصطناعي أيضاً.