بروكسل
تبحث الدول عن سبل تأمين حاجتها من النفط لدعم اقتصاداتها. إذ يدخل النفط في تنمية جميع القطاعات الاقتصادية. ولتعزيز الإمدادات النفطية في العالم، يرى الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” هيثم الغيص، إن قطاع التنقيب والاستخراج النفطي يحتاج إلى استثمارات بقيمة 11.1 تريليون دولار بحلول 2045. منها ما يتعلّق بقطاع التكرير والتصنيع النفطي الذي يحتاج إلى استثمارات بحوالي 1.7 تريليون دولار، فيما يتطلب قطاع النقل والتسويق تخصيص استثمارات بقيمة 1.2 تريليون دولار.
ويؤكّد الغيص لوكالة أنباء الإمارات أن الاستثمارات ستُضَخّ في مختلف أنشطة الصناعة النفطية في ظل الزيادة المتوقعة في الاستهلاك العالمي للطاقة التي تشكل ركيزة أساسية لمواصلة زخم النمو الاقتصادي العالمي.
وتلك الاستثمارات الإضافية، لا تعني بحسب الغيص، الابتعاد عن الالتزامات المتعلّقة بالطاقة المتجدّدة، بل إن زيادة الاستثمارات في قطاع النفط من شأنه تعزيز استدامة قطاع الطاقة العالمي وتأمين إمدادات كافية وموثوقة للعالم أجمع وضمان إمدادات آمنة لأجيال المستقبل. كما أن تطوير القطاع النفطي يسهم بشكل كبير في تطوير التقنيات المطلوبة لخفض الانبعاثات.
وقال الغيص إن الدول الأعضاء في المنظمة ضخت استثمارات كبيرة في الصناعة النفطية وصناعات الطاقة الأخرى مثل الهيدروجين والطاقة المتجددة والتقنيات المطلوبة لخفض الانبعاثات الكربونية، وذلك لضمان أمن الطاقة العالمي واستمرارية الإمدادات. لذا تواصل المنظمة والدول الأعضاء فيها تأكد أهمية ضخ الاستثمارات اللازمة في هذا القطاع الحيوي لارتباطها بشكلٍ وثيق باستدامة قطاع الطاقة وتأمين الإمدادات وخفض الانبعاثات.
ويلفت الغيص النظر إلى أن النفط ومشتقاته تدخل في صناعة أشكال الطاقة الأخرى مثل الطاقة المتجددة. فالنفط هو الأساس في تزويد هذه الصناعة بالمواد الأولية التي تحتاجها صناعة توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى بطاريات أيونات الليثيوم التي تستخدم في السيارات الكهربائية.
وأشار الغيص إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة تستفيد من مواردها الطبيعية المتنوعة والخبرات التي اكتسبتها عبر السنين، خاصةً في قطاعي النفط والطاقة وتقدم استثمارات هائلة من أجل تطوير التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة التي تسهم بدورها في خفض الانبعاثات ومنها التقاط وتخزين واستخدام الكربون والاستخراج المعزز للنفط عبر استخدام ثاني أكسيد الكربون والالتقاط المباشر للكربون من الهواء وخفض الانبعاثات عبر تخفيف تركيز الكربون في جميع قطاعات الصناعة النفطية، التنقيب والاستخراج والنقل والتسويق والتكرير والتصنيع، إذ تلعب جميع هذه التقنيات دوراً هاماً في خفض الانبعاثات وتوفير الطاقة بشكلٍ مستدام وصديق للبيئة.
ومع هذه التطمينات حيال المناخ والطاقة المتجددة، أكد الغيص، أن النفط سيستمر في لعب دور مهم وحيوي في أسواق الطاقة العالمية على مدى العقود القادمة. أما الدعوات التي تنادي بالتخلي عن النفط فهي مغلوطة وغير واقعية.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية، رأى الغيص أن هناك مخاطر جسيمة من الممكن أن يعاني منها العالم إذا توقف إنتاج النفط أو تم وقف استخدامه، فهو “يشكل حوالي 31% من مزيج الطاقة العالمي”.
ومع توقّعات تضاعف حجم الاقتصاد العالمي بحلول العام 2045 سيحتاج العالم إلى جميع مصادر الطاقة المتوفرة. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة بنسبة 23% ويصل الطلب العالمي على النفط إلى 116 مليون برميل يومياً.