بيروت
أشار تحقيق نشرته جريدة “نداء الوطن” اللبنانية، اليوم الاثنين، إلى أن رحلات الهجرة غير الشرعية بالمراكب عبر البحر “استعادت نشاطها وزخمها مجدداً”، فيما شهدت الأيام الماضية عدداً من الرحلات من شواطئ شمال لبنان، بعد توقّف قسري لبعض الوقت، فرضته أوضاع الطقس وفصل الشتاء.
وذكرت الصحيفة كذلك أن معظم ركّاب هذه الرحلات هم من التابعية السورية، فيما “نسبة القادمين من الداخل السوري هي أكبر من أولئك الموجودين على الأراضي اللبنانية”.
كما أشارت إلى أن “تسيير هذا النوع من الرحلات صار أمراً شبه يومي، وإذا تمكّنت الأجهزة الأمنية من توقيف مركب ما، فإنّ مراكب أخرى تستطيع الإفلات وتنطلق نحو الهدف أو الوجهة المختارة”.
وكانت مخابرات الجيش اللبناني قد أوقفت منذ أسبوعين عمليتين في منطقة العبدة الملاصقة للحدود السورية في أقصى شمال لبنان، حيث أشار بيان أمني رسمي لبناني إلى أن المركب “كان ينوي الانطلاق نحو سواحل اليونان، ويضم أكثر من 50 راكباً معظمهم من السوريين، فيما دفع كل واحد منهم مبالغ وصل بعضها إلى 7 آلاف دولار أميركي”.
أما عن أشهر أماكن انطلاق مراكب الهجرة غير القانونية، فهي في منطقتي العبدة والعريضة في أقصى شمال لبنان، وفي منطقة المينا في مدينة طرابلس، بحسب الصحيفة. في حين أن أبرز وجهات هذه المراكب هي قبرص واليونان “حيث لا تزال الدولتان تتعاملان مع السوري الآتي عبر البحر بصفة لاجئ”.
وتعكس رحلات الهجرة غير الشرعية، التي يتزايد عددها من شواطئ لبنان، أزمة إنسانية عميقة، خصوصاً بالنسبة للسوريين الذين يشكلون الغالبية العظمى من الركاب. وتظهر تقارير أن هذه الرحلات أصبحت تحدث بشكل شبه يومي، حيث تعكس الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع السياسية في سوريا ولبنان والتي تفاقم هذه الظاهرة المأساوية.