خاص – ربيع دمج / دبي
مع بداية كل موسم درامي رمضاني جديد تبدأ المشاكل والانتقادات حول الأعمال المنتجة التي غالباً ما تكون عرضة لإثارة الجدل حتى قبل عرضها أو بمجرّد عرض الحلقة الأولى منها دون منحها فرصة على الأقل لعرض أول خمس حلقات منها.
في المقابل هناك أعمال تُطبق عليها مقولة بالـ”مكتوب يُقرأ من عنوانه” لأنها في الأصل تحمل بعض المغالطات خاصة إذا كانت تاريخية أو سير ذاتية، وهناك قصص تبدو من أولى حلقاتها أنها غير محبوكة ومشدودة بشكل قد يدفع المشاهدين للانصراف عنها.
موسم الـ 2024 حمل جرعة لا بأس بها من إثارة الجدل في المسلسلات حتى اللحظة، أبرزها “الحشاشين” الذي تصدّر الترند في مواقع التواصل الاجتماعي مع عرض أولى حلقاته، مساء الإثنين الماضي.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة صور حقيقية ولقطات من المسلسل الرمضاني تكشف عن وقوع صناع “الحشاشين” في بعض الأخطاء التاريخية رغم أن العمل يعد واحداً من أضخم المسلسلات الرمضانية إنتاجاً.
أولى الأخطاء التي رصدها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مسلسل “الحشاشين” تتعلق بصور العمارة الإسلامية للمساجد.
وأشار منتقدو المسلسل إلى أن مدينة أصفهان التي تدور أحداث المسلسل داخلها كانت تعتمد على العمارة السلجوقية، رغم أن عمارة مغول الهند هي الحاضرة في المسلسل وليست السلجوقية.
هذه ليست الأخطاء الوحيدة، فهناك العديد بعد، ناهيك عن الجدل القائم حول الإساءة إلى بعض الطوائف الإسلامية المنبثقة عن مذاهب وأفكار تخالف عقيدة “أهل السُنة”.
الضجة الكبيرة والاستياء الأكبر الذي أحدثه “الحشاشين” بدأ من مصر تحديداً، وفق ما يقول الناقد الفنّي المصري المختص بالأعمال التاريخية والسياسية أحمد سعد الدين الذي تحدّث لموقع “963+” قائلاً “من المتوقع أن يثير هذا العمل الجدل أكثراً وأكثر حتى نهاية موسم رمضان، فمنذ إعلان الشركة المنتجة بأنها ستحوّل قصة كتاب الحشاشين إلى عمل درامي بدأت المشاكل والانتقادات والحروب على مواقع التواصل الاجتماعي والسبب الأساسي اختلاف رأي الشيعة والسنة حول من هو على حق، لكن لو أخذنا العمل من الناحية الفنيّة سنجده أنه من أضخم الأعمال المنتجة لهذه السنة من ناحية الملابس والديكور والإضاءة والتصوير، عمل يضاهي الأعمال التاريخية العالمية”.
ويضيف “العام الماضي أثار مسلسل الشافعي الجدل بسبب آراء دينية لرجال دين أو بعض النقاد. دائماً الأعمال التاريخية الدينية تكون محط الانتقادات والخلافات هذه حقيقة مطلقة، ولا يوجد رأي صحيح وواحد في هذه المواضيع وأعتقد أنه يجب التركيز على الإبداع الفنّي للعمل بدلاً من التركيز على خلافات لا تضيف أي شيء وإنما هي مجرّد آراء”.
وبالنسبة إلى الناقد سعد الدين فإن “الجمهور العربي اعتاد أن تكون الأعمال الدينية التاريخية بالفصحى، لكن هذا الأمر ليس ضرورياً، هي نعم تعطي زخم وقيمة للعمل لكن المخرج (بيتر ميمي) ارتأى أن استخدام اللهجة المصرية سيكون أقرب للمشاهد المصري والعربي وليس هناك خطأ في ذلك مع أني شخصياً كنت من مناصري استخدام الفصحى خاصة أن العمل يدور عن حياة حسن الصبّاح الذي عاش في إيران”.
أخطاء تاريخية في “الحشاشين” وتيم حسن مكانك راوح
في هذا الصدد نرصد هنا أبرز الأخطاء التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وهي فضلاً عن الصراع الفكري واستعمال اللهجة المصرية، كانت صور مآذن مساجد القاهرة التي ستعرض خلال العمل على أنها في العصر المملوكي في القرن الحادي عشر، لكن تاريخ المآذن يعود لقبل ظهور المماليك، أي أنها ليست في القرن الحادي عشر.
والجدير ذكره حسن الصباح الملقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس ما يعرف بـ”الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية” أو “الحشاشون” حسب التسمية الأوروبية.
مسلسل انتظره عشاق تيم حسن
“تاج” هو العمل الذي انتظره عشاق النجم تيم حسن منذ أشهر، لكن بعد عرض أول أربع حلقات منه ( منصة شاهد تعرض الحلقات مسبقاً قبل العرض التلفزيوني)، النتيجة حتى الساعة ليست كما توقّع جمهوره خاصة في سوريا ولبنان والأردن، لا سيّما أن الجمهور الخليجي متفرغ لمتابعة الأعمال السعودية والكويتية التي تشبه واقعه أكثر.
العمل يتناول فترة الانتداب الفرنسي على سوريا. وبالنسبة إلى عدد من نقاد الفن في لبنان وسوريا، فأن الأحداث حتى الساعة مملة وبطيئة.
“أعمال موسم 2024 أسوأ من العام الماضي”
الناقد الفنّي اللبناني ربيع فران وهو صاحب باع طويل في مجال النقد يقول لموقع “963+” هذا الموسم أسوأ من العام الماضي، أين الفكرة أو الزاوية الجديدة لكل عمل؟ إن كان تاج أو ع أمل لماغي بو غصن وحتى ولاد بديعة الذي يعتبر الأفضل بين جميع الأعمال المعروضة، لكن جميع أفكار هذه الأعمال نوقشت مسبقاً في السينما المصرية، تاج وفكرة محاربة الانتداب الفرنسي والإنكليزي هذه القصة التي خرجت منها مئات الأعمال وكلها متشابهة”.
ويضيف “ماغي بو غصن هي هي في كل سنة، أعمالها عبارة عن فكرة أنها زوجة المنتج وفريقهما، نفس الأبطال وفريق العمل والقصص مكررة مثل موضوع تعنيف الزوجة الذي أصبح مملاً أكثر مما هو معالجة واقعية، الفكرة هي أنه هيا بنا نعمل على كليشيه ما ونخترع منه قصة”.
“تاج” لم يتربّع على عرشه الدرامي حتى الساعة
الصحفي الفني السوري تمام عجمية يتوافق في بعض النقاط مع فرّان خاصة في موضوع مسلسل “تاج” الذي يعتبره أنه حتى الساعة لم يشد انتباه أو يلفت نظر المشاهدين، بعكس ولاد بديعة الذي بات من أول حلقة محط إعجاب الجمهور السوري واللبناني سواء داخل الدول أو في دول الاغتراب”.
الملفت هو أن أهم الأعمال العربية سواء السورية أو المشتركة أو المصرية وحتى الخليجية، فهي تعرض على منصة شاهد ومن خلال جولة سريعة داخل المنصة يمكن ملاحظة ان مسلسل تاج حتى الساعة لم يدخل في خانة أبرز عشر أعمال مشاهدة في لبنان وسوريا وحتى الخليج. فيما يتصدر المسلسل المصري الإماراتي الكوميدي “زوجة واحدة لا تكفي” المرتبة الأولى في حين يأتي “ولاد بديعة” في المرتبة الثانية.
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك أعمال لم تعرض بعد وتنتظر انتهاء الأعمال المؤلفة من عشر أو 15 حلقة بينها مسلسل “2024” لنادين نجيم والذي من المتوقع عرضه بعد نهاية مسلسل “ع أمل” المؤلف من 10 حلقات، كذلك نهاية “ولاد بديعة” ستكون قريبة كون العمل مؤلف من 12 حلقة.
كذلك بالنسبة إلى الأعمال المصرية فهناك “صيد العقارب” الذي لم يحقق النجاح المدوي وهو مؤلف من 15 حلقة عرض منها أربع حلقات.