دمشق
كشف تحقيق استقصائي أنجزه فريق موقع “Syria indicator”، تمّ نشره مطلع الأسبوع الحالي، انتهاك الجيش التركي لأراضي زراعية تعود لملكيات خاصة في الشمال السوري على خلفية إنشاء قواعد ونقاط مراقبة لها.
ويعرض التحقيق شهادتين لمزارعين، وقّعا على ما يفترض أنها عقود تأجير، لكنهما لم يحصلا بموجبها على أي شيء، وأراضٍ أخرى سيطرت عليها القوات التركية عنوة دون تعويضات مالية.
ويتحدث المزارع الأول أنه لم يحصل على أي مبلغ مادي مقابل تأجير أرضه الزراعية للجيش التركي قبل سنوات، رغم أنه وقع عقدًا كان ينبغي أن يقبض بموجبه 700 دولار أمريكي سنويًا مقابل الدونم الواحد، ما يعني مبلغاً إجمالياً يتراوح بين 23 و24 ألف دولار سنوياً.
وشغلت القوات التركية أرض المزارع الواقعة في بلدة مورك بريف حماة الشمالي لمدة عامين ونصف في الفترة الممتدة بين نيسان/أبريل 2018 إلى تشرين الأول/أكتوبر 202، منها سبعة أسابيع قبل توقيع العقد، ثم نحو عامين وأربعة أشهر بعد ذلك، وهو ما تسبب بقطع الأشجار وتجريف التربة في الأرض الزراعية.
وبحسب شهادة المزارع الأول لفريق التحقيق، فإن فصيل “فيلق الشام” كان وسيطاً بينه وبين الجانب التركي، لكن لم يستطع أحد من عناصر أو قادة “الفيلق” تحصيل حقه أو الوصول إلى أي حل، كما نفى رئيس المكتب القانوني للفيلق ، أحمد دلو، تدخل الفصيل في عقود إيجار الأراضي الزراعية لاستخدامها من قبل نقاط المراقبة التركية.
ويقول الشاهد الثاني في التحقيق، إنه لم يؤجر أرضه البالغ مساحاتها 40 دونماً في قرية كلجبرين قرب منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، إنما أخذها الجيش التركي بالقوة، على حدّ تعبّيره.
وأضاف أن “القوات التركية أخذت نحو خمسة دونمات منها، وقطّعوا في المساحة الباقية نحو 900 شجرة فستق حلبي، ونحو 400 شجرة كرز وكرمة لإنشاء سواتر ترابية، وسط وعود بالتعويض دون استجابة’’، موضحاً أن خسارته تقّدر بـ 15 ألف دولار سنوياً.
وذكر التحقيق أن الفريق المعد تواصل مع وزارة الدفاع التركية، للسؤال عن مدى التزامها بحماية حقوق أصحاب الأراضي الزراعية، وتعويضهم عن الأضرار الاقتصادية التي تكبّدوها نتيجة تحويل أراضيهم إلى نقاط مراقبة وقواعد عسكرية، وكيفية تنظيم وضبط عملها العسكري في تلك الأراضي، وفق أي منهجية، لكن لم يرد أي رد من أنقرة.
وتمتلك تركيا 125 موقعاً عسكرياً في مناطق شمال شرقي وغربي سوريا، منها 57 في أرياف حلب، و 51 في مناطق إدلب، و 10 مواقع في الرقة، و أربعة في الحسكة، وموقعان في ريف اللاذقية، وآخر في ريف حماة، وفق مركز “جسور” للدراسات.
ونفذت القوات التركية بالتعاون مع ‘‘الجيش الوطني السوري’’ ثلاثة عمليات عسكرية داخل سوريا في الفترة الممتدة بين مطلع العام 2018 وأواخر العام 2019، وعلى إثرها سيطرت على جيب جغرافي يمتد من شمال شرقي سوريا إلى غربها.