الحسكة
أعلنت قوى الأمن الداخلي ‘‘الأسايش’’، الثلاثاء، اعتقال مجموعة جديدة من بائعي ومروجي المخدرات في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، وضبطت بحوزتهم كميات كبيرة من المواد المخدرة.
وذكرت “الأسايش” وهي قوى الأمن الداخلي في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان رسمي الثلاثاء إن قوات مكافحة المخدرات التابعة لها نفّذت خلال الأيام الماضية عدة مداهمات “لأوكار بائعي ومروجي المواد المخدرة في مدينة الحسكة”، واعتقلت خلالها 14 شخصاً، وضبطت بحوزتهم 922 حبة كبتاغون وأكثر من 4 آلاف حبّة مخدرة منوعة بالإضافة إلى أسلحة نارية وهواتف محمولة.
وتعد هذه الشبكة، الرابعة التي تعلن القوات الأمنية اعتقالها، في الأيام الثلاث الأخيرة، بتهمة تجارة المخدرات في مناطق متفرقة بشمال شرقي سوريا التي تخضع لسيطرة قوات “سوريا الديموقراطية” المعروفة اختصاراً بـ “قسد”.
واعتقلت “الأسايش” أكثر من 30 خلية تعمل في تجارة وترويج المخدرات ضمن مناطق شمال شرقي سوريا، منذ مطلع العام الجاري، وفق ما نشرت في بياناتٍ منفصلة على موقعها الرسمي.
وكانت أكبر كمية من المخدرات في شمال سوريا، قد تمّ ضبطها يوم 4 آذار/مارس الجاري، وفق ما أعلنت قوات “سوريا الديموقراطية” التي أفادت بضبط 20 مليون حبة كبتاغون خلال مداهمتها لمستودع في مدينة منبج الواقعة بريف حلب، كانت قادمة من مدينة طرطوس الساحلية.
وفي 29 من شباط/فبراير الماضي، قالت قوى الأمن الداخلي، إنها ضبطت 164 ألف حبة من مادة الكبتاغون في مدينة الرقة، وأتّضح لاحقاً أنها مهربة من محافظة حمص.
وفي الحصيلة السنوية لعام 2023 الماضي، كشفت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التابعة للأسايش، أنها سجلت 1946 ملفاً متعلقاً بتهريب وتجارة وتعاطي وترويج المخدرات، وبلغ عدد الموقوفين 3300 موقوفاً، منهم 172 تاجراً و2165 متعاطياً و963 مروجاً وبائعاً، بينما ضبطت أكثر من مليوني حبة مخدرة، وإبر وكفوف حشيش ومواد مخدرة أخرى.
ويعد تهريب المخدرات والترويج لها مشكلة داخلية في عموم سوريا، وتمتد تداعياتها إلى دول الجوار والخليج، لتشكل معاً تحدّياً إقليمياً في المنطقة.
وفي الآونة الأخيرة شهدت المنطقة الحدودية بين الأردن وسوريا نشاطاً متزايداً في عمليات التهريب من قبل مهربي المخدرات.
ونفّذ الطيران الحربي الأردني غاراتٍ جوية على مواقع تابعة لمهربي مخدرات داخل الأراضي السورية، عدّة مرات، منذ بداية عام 2024 الجاري.
وأعلنت عمّان مطلع العام الجاري أن المملكة تواجه “حملة مسعورة” من تجار المخدرات ومهربي الأسلحة، محذرةً من خطورة امتلاكهم قوة عسكرية لمواجهة القوات الأمنية.
وينفذ الأمن الأردني بشكلٍ دوري سلسلة مداهمات شرقي البلاد، عقب كل اشتباكات بين الجيش ومجموعات مسلحة تحاول عبور الحدود من سوريا رفقة كميات كبيرة من المخدرات.
وتقول واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات إن سوريا أصبحت “الموقع الرئيسي” في المنطقة لتجارة المخدرات التي تقدر بمليارات الدولارات، وأصبح الأردن طريقاً رئيسيا لعبور “الأمفيتامين” سوري الصنع المعروف باسم “الكبتاغون” إلى دول الخليج.