بروكسل
احتلّت أوروبا في الوقت الراهن صدارة أرقام توريد السلاح في العالم بسبب الحرب في أوكرانيا وما يترافق معها من اصطفاف سياسي أميركي أوروبي ضدّ روسيا.
وترفِد تجارة الأسلحة خزينة الكثير من الدول، وفي المقابل تُثقِل عملية استيراد السلاح والمعدّات العسكرية كاهل خزينة دول أخرى. وتساهم الحروب والصراعات في تحريك سوق السلاح.
وأعدَّ “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” SIPRI، وفي ترجمة بالأرقام لتجارة الأسلحة في أوروبا، دراسة بيَّنَ فيها حركة تجارة الأسلحة بين السنوات من 2019 إلى 2023 مع الفترة من 2014 إلى 2018.
ووفق الدراسة، ارتفعت واردات الأسلحة إلى أوروبا خلال الفترة بين 2019 و2023، بنسبة 94 بالمئة. حصدت فيها الولايات المتحدة الأميركية نسبة 55 بالمئة، ما رفع حصّتها من تجارة الأسلحة الدولية من 34 إلى 42 بالمئة. علماً أن هذه الزيادة في الواردات، سبقها انخفاض كبير وصل إلى نحو 3.3 بالمئة خلال العامين 2014 و2018.
وبينما احتلّت الولايات المتحدة المركز الأول في توريد السلاح إلى أوروبا، أظهرت الدراسة أن من بين أهمّ مصدِّري السلاح إلى تلك القارة، هم فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا. علماً أن الحرب في أوكرانيا غيّرت ترتيب هذه الدول مقارنة بالفترة الممتدة من 2014 إلى 2018.
وحلت فرنسا مكان روسيا في المركز الثاني. وفي حين انخفضت الصادرات الروسية بشكل ملحوظ بنسبة 53 بالمئة، نمت الصادرات الفرنسية بنسبة 47 بالمئة. كما انخفض عدد الدول التي تستورد المعدات العسكرية الروسية بشكل كبير.
وفي حين كانت 31 دولة تشتري الأسلحة من موسكو في عام 2019، تراجع الرقم في عام 2023 إلى 12 دولة فقط. وجاءت الهند والصين في المقدمة.
وكنتيجة لتركيز توريد السلاح إلى أوكرانيا، ارتفع حجم استيراد كييف للسلاح بمعدّل 6600 بالمئة، ما يضعها في منزلة رابع مستورد للسلاح في العالم بعد الهند والسعودية وقطر. وذلك بعد أن كانت تصنع الأسلحة بنفسها بين العامين 2014 و2018 المشمولة بالدراسة.
والحديث عن حجم استيراد أوكرانيا للسلاح لا يعني بالضرورة شراء السلاح، بل يشمل الهبات أيضاً. وأشارت الدراسة إلى أن توريد السلاح إلى أوكرانيا في فترة 2019-2023 كان بالدرجة الأولى من الولايات المتحدة بنسبة 39 بالمئة، تليها ألمانيا بنسبة 14 بالمئة ثم بولندا بنسبة 13 بالمئة.
وعلى المقلب الآخر، انخفضت معدّلات واردات الأسلحة والمعدّات العسكرية إلى أفريقيا بنحو 50 بالمئة، ويعود ذلك إلى تراجع استيراد الجزائر والمغرب بشكل أساسي. فخلال الفترة بين 2019 و2023 تراجع استيراد الجزائر بنسبة 77 بالمئة وتراجع استيراد المغرب بنسبة 46 بالمئة.
وسيطرت روسيا على سوق التوريد إلى أفريقيا، تليها الولايات المتحدة ثم الصين.
وأيضاً، لألمانيا حصة في تجارة الأسلحة، واحتلّت المركز الخامس في قائمة أكبر المصدرين. وسوقها الأساسي هو الشرق الأدنى والأوسط. ومع ذلك، انخفضت صادرات ألمانيا من الأسلحة بنسبة 14 بالمئة.
ومرّ عامان على اندلاع الحرب في أوكرانيا، ولا ترىكييف أو موسكو، أو أي من حلفائهما، أرضية مشتركة لتسوية سلمية للنزاع بينهما.
وتصرّ كييف على أحقيّتها في استعادة كافة الأراضي ضمن حدودها المعترف بها دولياً، وعلى طرد القوات الروسية منها،وهو ما ترفضع موسكو التواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا منذ أكثر من عامين.
وعلى مدى العامين الماضيين، حصلت أوكرانيا من حلفائها على كميات كبير من المساعدات العسكرية والمالية والإغاثية – تقدر بنحو 92 مليار دولار من مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، و73 مليار دولار من الولايات المتحدة حتى يناير/كانون الثاني 2024، بحسب معهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي.