بيروت
أعلن نائب رئيس “مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، فريد بلحاج، أن لبنان “لا يمكن أن يتحمل تبعات اللجوء السوري بمفرده”، حيث بلغت تكلفة استيعاب اللاجئين السوريين في لبنان “نحو مليار وخمسمائة مليون دولار”.
وجاءت تصريحات بلحاج خلال زيارة بروتوكولية وداعية إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيروت أمس الأربعاء.
وأشار بلحاج إلى أن زيارته الرسمية الأخيرة إلى لبنان “كانت فرصة لمناقشة تقرير دولي حول تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها البلد جراء هذا التدفق، وكانت فرصة كذلك لمناقشات الأوضاع الراهنة في المنطقة”.
ويأتي حديث بلحاج بعد يوم واحد من إعلان المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء إلياس البيسري، عن “استعداد قافلة من النازحين السوريين للعودة إلى سوريا”، والذي أشار أيضاً إلى أن هذه الدفعة العائدة طوعاً تضم “عدداً كبيراً من النازحين”، وستنقسم على مراحل زمنية.
وتشير الإحصاءات الدولية إلى وجود حوالي 800 ألف لاجئ سوري في لبنان، بينما تشير إحصاءات لبنانية أخرى إلى وجود حوالي مليونين و100 ألف نازح في البلاد.
أما بالنسبة لتكلفة النزوح السوري على لبنان، فإن الأرقام تتفاوت بشكل كبير، حيث يقدر وزير الخارجية اللبناني التكلفة السنوية بنحو 3 مليارات دولار، في حين يرى الخبير الاقتصادي والأكاديمي اللبناني باسم عجاقة أن التكلفة الإجمالية تقدر بمليار و700 مليون دولار سنوياً، معتبراً أن هناك خسائراً اقتصادية غير مباشرة تصل إلى 40 مليار دولار منذ العام 2011.
وتؤكد معظم أرقام الإدارات الرسمية اللبنانية أن “المساعدات الدولية المقدمة للبنان لتنظيم اللجوء السوري بلغت تقريباً 9 مليارات دولار منذ عام 2011 إلى عام 2023″، إلا أن الكثير منها ذهب هدراً بسبب الفساد، فيما لم تكن هذه المبالغ كافية لتغطية الخسائر على الاقتصاد اللبناني، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وفي هذا السياق، تشير الدعوة التي أطلقها بلحاج إلى أهمية التعاون الدولي وتقديم المساعدة المالية والتقنية للبنان لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تدفق اللاجئين السوريين.