بروكسل
تعرّض شاب سوري تائه للخطر وكاد أن يفقد حياته على ارتفاع 1200 متر في جبال النمسا، ما يبرز مأساة اللجوء والهجرة في ظل الإجراءات الأمنية المشددة في دول الاتحاد الأوروبي.
وكانت”خدمة الإنقاذ” النمساوية قد أفادت في بيان أصدرته أمس الثلاثاء بأن رجلاً يبلغ من العمر 61 عاماً كان يتجول في الجبال قرب الحدود مع سلوفينيا، عندما سمع صوت استغاثة يتردد من الغابة، ليجد الشاب يعاني من الجروح والإعياء وعاجز عن مواصلة رحلته.
وكان الشاب السوري، البالغ من العمر 14 عاماً، يعاني من انخفاض حاد في درجة حرارة جسمه وفي حالة شبه فقدان للوعي.
واضطرت مروحية الإنقاذ للهبوط على بعد حوالي كيلو متر واحد من مكان الشاب، نظراً لصعوبة الظروف، حيث كانت الأرض مغطاة جزئياً بالثلوج وشديدة الانحدار. وتم نقل الشاب إلى المستشفى لتلقي العلاج الضروري.
ورغم تشديد الرقابة على اللاجئين في الاتحاد الأوروبي، تأتي هذه الحادثة في سياق ظهور طرق هجرة جديدة يستخدمها اللاجئون والمهاجرون، ما يشكل تحدّياً جديداً للدول الأوروبية حيال تعاملها مع ملف الهجرة.
وتشغل النمسا موقعاً مهماً كمررٍ للاجئين، على الرغم من أنها تُعتبر واحدة من الدول الأوروبية التي تظهر تفهماً نسبياً تجاه اللاجئين والمهاجرين، وتبذل بعض الجهود لتوفير الدعم اللازم لهم.
وفي عام 2022، تم تسجّيل رقم قياسي لطلبات اللجوء في النمسا بعدما بلغ 112,272 طلباً. ومع ذلك، تم إنهاء 42,000 حالة بسبب سفر المتقدمين إلى دول أخرى، فيما كانت الجنسيات الأكثر تمثيلاً بين المتقدمين هي الأفغان بمعدل (25,038) طلب ، يليهم الهنود (20,047) والسوريين (19,747).
وتعتبر النمسا جزءاً من مسارات الهجرة التي يختارها اللاجئون السوريون في رحلتهم نحو أوروبا. وتُعد حادثة الشاب السوري مثالاً على المخاطر التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون في رحلتهم نحو أوروبا.
ويوجد آلاف اللاجئين السوريين في النمسا، يسعى الكثير منهم لبناء حياة جديدة بعيداً عن الحروب والصراعات التي شهدتها بلادهم.
وتعمل السلطات النمساوية بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية لتوفير الدعم والمساعدة لهؤلاء اللاجئين، وتسهيل عمليات الاندماج في المجتمع النمساوي، فيما يُفضل اللاجئون السوريون التوجه إلى دول أخرى خاصة ألمانيا وفرنسا وهولندا.
وقُدم أكثر من مليون طلب لجوء في الاتحاد الأوروبي، معظمها من السوريين والأفغان، عام 2023، وهو رقم قياسي منذ سبع سنوات، وفقاً لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء.
وتتصدر ألمانيا قائمة الطلبات، لكن على حدودها الجنوبية، شددت النمسا الضوابط، مما أدى إلى انخفاض عدد طلبات اللجوء بنسبة 48% بين عامي 2022 و2023 (أقل من 59 ألفاً)، خلافاً لبقية طلبات اللجوء في أوروبا.