بروكسل
تسعى المفوضية الأوروبية، اليوم الثلاثاء، إلى إنشاء نظام لصناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي، مناسب للحرب عبر استراتيجية جديدة طويلة الأجل.
وقال المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية تييري بريتون لإذاعة “فرانس إنفو” الفرنسية أمس الاثنين، إن حرب أوكرانيا كانت “دعوة للاستيقاظ”، مشدداً على أن “دول التكتل بحاجة إلى أن تحشد معا مواردها الإنتاجية الدفاعية”، وذلك وفق ما أفادت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا).
وأضاف بريتون: “علينا أن ننقل صناعتنا الدفاعية إلى وضع اقتصاد الحرب، حتى نتمكن من تزويد أوكرانيا بما تحتاجه، ولكن كذلك أنفسنا، من أجل أمننا”.
وإلى جانب تطوير الصناعة المحلية للاتحاد الأوروبي، تهدف الاستراتيجية الأوسع نطاقاً إلى تحويل الإنتاج الدفاعي بعيداً عن وقت السلم لتلبية المتطلبات الجديدة لزيادة الاستثمار الأوروبي، وفق ما كشفت المفوضية الأوروبية.
ولتحقيق ذلك، ستقترح المفوضية برنامجاً أوروبياً للصناعة.
وقال مسؤول أوروبي لم تكشف وكالة الأنباء الألمانية عن اسمه إن “البرنامج سيستخدم ميزانية الاتحاد الأوروبي لدعم المشتريات المشتركة لجميع أنواع المعدات العسكرية”.
وكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” اليومية البريطانية، أن السعي الأوروبي لإنشاء هذا النظام الذي يهدف لتعزيز التمويل المشترك للدفاع والحد من الاعتماد على الولايات المتحدة، يواجه عقباتٍ داخلية نتيجة تراجع بعض دول التكتل المحافظة مالياً عن أهداف الخطة، وهو ما يثير شكوكاً بشأن تحقيق القدرة الدفاعية للقارة الأوروبية.
وترغب أغلب دول التكتل البالغ عددها 27 والذي تقوده بروكسل، في تعزيز الدفاع الأوروبي والحد من الاعتماد على الولايات المتحدة، في وقتٍ تسود فيه خلافات كبيرة بشأن ما إذا كان ينبغي لها تسليم المفوضية الأوروبية، الإشراف على الصناديق المشتركة الجديدة المخصّصة للدفاع.
ووضعت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، استراتيجية مفصلة لقطاع الدفاع في أوروبا، تشجّع المشتريات المشتركة بين دول الاتحاد، مع دعم بروكسل للأسلحة التي تعتبر حيوية من الناحية الاستراتيجية، والعمل كضامن لمستويات معينة من الإنتاج.
وتشمل الاستراتيجية، التي من المقرر تقديمها في وقت لاحق خلال الأسبوع الجاري، صندوقاً جديداً لدعم شركات الدفاع الصغيرة من خلال القروض أو ضخ الأسهم، وفقاً لمسودة اطلعت عليها الصحيفة البريطانية. ولا تزال الأرقام والأهداف الدقيقة في الاقتراح قيد المناقشة وسط ضغوط شديدة من العواصم الرئيسية مثل برلين وباريس.
وكانت العملية العسكرية الروسية التي أطلقتها موسكو في أوكرانيا يوم 22 شباط/فبراير من العام 2022، قد أثّرت سلباً على قطاعاتٍ أوروبية متعددة بينها الطاقة، الأمر الذي يحاول الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة إلى تخطّيه عبر التعاون المشترك فيما بينها.
وأرغمت العملية العسكرية الروسية دولتين أوروبيتين اثنتين على طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهما فنلندا التي وافقت تركيا على عضويتها في الحلف العسكري في آذار/مارس من العام الماضي، والسويد التي وافقت أنقرة على عضويتها أيضاً في أواخر كانون الثاني/يناير الماضي بعد مباحثاتٍ دامت نحو عام.
ويشترط الانضمام إلى “الناتو” موافقة كل الدول الأعضاء في هذا التكتل العسكري الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1949.