كندا
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO (الفاو)، اليوم الاثنين، من أن أزمة البحر الأحمر ستؤثر سلباً على أسعار المواد الغذائية في العالم.
وقال أوليغ كوبياكوف، مدير مكتب الاتصال مع روسيا في المنظمة، إن الحصار الذي فرضه الحوثيون على الممرات المائية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر يؤثر سلباً على تجارة الغذاء العالمية، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف كوبياكوف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية للأنباء: “الحصار ضاعف تكلفة استئجار سفينة للشحن عبر هذا الطريق أربع مرات تقريباً، بينما انخفض حجم حركة الشحن بنسبة 30 بالمئة”.
وأشار مسؤول (الفاو)، إلى أن أكبر شركات الشحن في العالم رفضت نقل البضائع عبر البحر الأحمر.
وأدى ذلك إلى تعطيل سلاسل التوريد القائمة. بحسب المسؤول، مما دفع أصحاب البضائع إلى استخدام طرق أطول، حيث تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح للسفر بين آسيا وأوروبا.
وهذا الطريق أطول بـ8000 كيلومتر ويستغرق من 10 إلى 14 يومًا إضافيًا، بحسب كوبياكوف.
وأوضح أن تكلفة شراء “الوقود الإضافي يزيد التكاليف بمعدل 15 بالمئة إضافية، ونتيجة لذلك، يرتفع سعر المنتجات، ويؤدي ذلك إلى تضخم أسعار المواد الغذائية وانخفاض في التوافر الاقتصادي للمنتجات الغذائية للمستهلك النهائي”.
وأشار كوبياكوف إلى تصريح كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة العالمية ماكسيمو توريرو، الذي أعلن أمام فريق الخبراء التابع للمنتدى العالمي للأغذية والزراعة في كانون الثاني/ يناير الماضي في برلين، أن “هناك مخاطر متزايدة نواجهها في البحر الأحمر، ومخاطر نواجهها في البحر الأسود، ومخاطر يمكن أن نواجهها بسبب انخفاض منسوب المياه في قناة بنما، وهي شريان رئيسي بالنسبة لنا لنقل البضائع حول العالم”.
وكشف الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس بمصر عن تحول 1433 سفينة إلى طريق رأس الرجاء الصالح حتى الآن كمسار بديل لقناة السويس بسبب هجمات الحوثيين.
وأضاف ربيع خلال المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات في نسخته الثالثة عشرة – مارلوج 13 – بالإسكندرية، أن السفن التي تعرضت للاعتداء كانت بواقع 40 سفينة، تتركز في 13 سفينة حاويات، وحاملة سيارات، و26 سفن أخرى متنوعة.
وأشار إلى أن تلك الهجمات أدت الى ارتفاع تكاليف وقود السفن، وطول الرحلة حول رأس الرجاء الصالح وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية وينذر بموجة تضخم عالمية.
كما أوضح ربيع أن قطاع التأمين على السفن ارتفع مع تلك الهجمات إلى قرابة 10 أضعاف ليصل من 0.05% إلى 0.5% من قيمة السفينة، كما ارتفعت أسعار النوالين إلى 6800 دولار بعد أن كانت 750 دولارا فقط.
وأضاف أن الخطوط الملاحية فرضت رسومًا إضافية تصل إلى 2500 دولار على كل حاوية تحت مسمى رسوم مخاطر الطوارئ.
وأعلنت جماعة الحوثيين اليمنية، أنهم سينفذون ضربات على الأراضي الإسرائيلية ولن يسمحوا للسفن المرتبطة بها بالمرور عبر مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك على خلفية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس.
وهاجم الحوثيون، منذ منتصف تشرين الأول/ نوفمبر العام الماضي، عشرات السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.