الحسكة
قال القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) الجنرال مظلوم عبدي، إن أحمد الشرع هو الرئيس ولن يكون في سوريا جيشان، وفق تصريحات أدلى بها عبدي جاءت خلال حوار سابق مع “المجلة”، أجراه الشهر الماضي عبر الإنترنت، ونُشر في النسخة الورقية لـ”المجلة” في عدد آذار/مارس، أي قبل توقيع الاتفاق مع الرئيس الشرع، مساء أمس الاثنين.
وأضاف أن موضوع الجيش فأظن أن هناك حالياً طريقة متبعة في إعادة هيكلة الجيش ونحن كقوات “قسد” بالتأكيد سنلتزم بالأسلوب الأساسي الذي تتم به هيكلة الجيش. المسألة العسكرية تحتاج إلى مناقشة كما ذكرت بما يخص آلية التنفيذ والتوقيت. والمبدأ الأساسي الذي نتفق عليه أن لا يكون هناك جيشان، بل فقط جيش واحد. وهذه أمور نتفق عليها”.
وتابع: “نحن نرى أننا يجب أن نكون جزءاً من وزارة الدفاع، ولذلك يجب أن يكون لنا رأي في الأساليب المتبعة وكيف يتم التعاطي. ما دمنا سنكون جزءاً من هذا الأمر وما دام سيتم أخذ رأينا في الأمور الأساسية فسنكون ملتزمين، لقد قررنا أن نكون موجودين ضمن هذه العملية… ولكي تكون الأمور دقيقة ما دمنا سنكون جزءاً من العملية فسنكون ملتزمين بها أيضاً”.
ولفت عبدي إلى أن “جميع هؤلاء المقاتلين مستعدون للعودة إلى الأماكن التي أتوا منها. حالياً في كل سوريا هناك وقف لإطلاق النار، هناك هدوء ونوع من الاستقرار وسيعود هؤلاء المقاتلون إلى أماكنهم فور تثبيت وقف إطلاق النار. ننتظر التوصل إلى وقف لإطلاق النار فحالياً ليس لدينا وقف لإطلاق النار. وعندها هم مستعدون لمغادرة المنطقة”. مشيراً إلى أن “عددهم بالمئات وليس بالآلاف”.
وطالب قائد “قسد” بعدم تهميش المنطقة كما في عهد النظام المخلوع، “لا نريد أن تتهمش مرة أخرى ويجب أن يتم توزيع موارد الثروات الباطنية بشكل عادل على كل المناطق بما فيها هذه المنطقة”.
وعن مستقبل “الإدارة الذاتية”، قال عبدي أن “هذه المواضيع يجب أن تتم مناقشتها أثناء مناقشة الدستور وفي المرحلة الانتقالية. ليس لدينا إصرار أن تبقى الأمور على حالها. لدينا جسم سياسي وجسم إداري موجود من 10–12 سنة وكان لوجود هذا الجسم أسبابه وكان حينها ضرورة لتقديم الخدمات ولحماية هذه المنطقة من المؤسسات العسكرية والمؤسسات الإدارية التي كانت موجودة. الآن حدث تغيير في الوضع في سوريا بشكل عام وبالتأكيد سنتكيف مع الوضع الجديد في سوريا”.
وأضاف: :لا نريد تكرار تجربة حزب “البعث”، نظام “البعث” السابق، باحتكار كل السلطات في العاصمة. يجب أن تتم مشاركة بعض صلاحيات العاصمة مع المناطق ولا أقصد منطقتنا تحديدا بل جميع المناطق. وهذه الأمور يجب مناقشتها أثناء كتابة الدستور أو في مؤتمر الحوار الوطني”.
وقال: “لا نريد تجربة كردستان العراق”، مؤكداً أن أميركا تشجع “قسد” على الحوار مع دمشق، مشيراً إلى استعداده الكامل “لتقديم خبراتنا في سوريا الجديدة”. وأضاف في حديثه لـ”المجلة”: نركز حالياً على أن نكون جزءاً من الإدارة السورية، مشدداً على أنه “لا وجود لأي تعاون مع إيران”. كما أكد أن “قسد” بصدد انفراجة في العلاقات الكردية التركية.
وكتب عبدي على حسابه في “إكس” بعد توقيع الاتفاق مع أحمد الشرع في دمشق: “في هذه الفترة الحساسة، نعمل سوياً لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا في العدالة والاستقرار. نحن ملتزمون ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة. نعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار”.
وأعلنت الرئاسة السورية، الاثنين، عن توقيع اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، يقضي باندماج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة السورية.
وينص الاتفاق على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة، ووقف إطلاق النار في كل الأراضي السورية، ودمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا.
كما ينص الاتفاق على دعم “قسد” للدولة السورية في مكافحة فلول الأسد والتهديدات، كما يؤكد على رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة، على أن يتم تنفيذ الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.