إدلب
مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، طفى على السطح الحديث عن عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم وضرورة تهيئة الظروف اللازمة لذلك، إلا أن عدة محافظات سورية سجّلت عودة محدودة من مخيمات شمال غربي البلاد، في ظل انهيار البنى التحتية الأساسية ودمار أعداد كبيرة من المنازل لاسيما في أرياف دمشق وحمص وحماة وإدلب.
وقال مصدر في وزارة التنمية بحكومة تصريف الأعمال السورية لموقع “963+” أمس الأربعاء، إن عودة النازحين من مخيمات شمال غربي البلاد إلى مناطقهم محدودة جداً، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنى التحتية وانهيار بعضها بشكل كامل، وافتقارها لجميع الخدمات الأساسية.
وأضاف، أن الواقع الإنساني بالمخيمات صعب في ظل تراجع الدعم والمساعدات الإنسانية ونقص المياه والخدمات الاجتماعية، مشيراً إلى أن عدد المخيمات في شمال غربي البلاد يبلغ 1230 مخيماً تأوي مليوناً وستمئة ألف نازح من 170 ألف عائلة.
اقرأ أيضاً: الطريق مفتوح.. السوريون يتنقلون بحرية بعد سنوات من الحواجز والانقطاع
وأواخر الشهر الماضي، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بيانات توضح أعداد النازحين العائدين إلى محافظاتهم في سوريا منذ إطلاق معركة “ردع العدوان” في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وذكرت أن محافظة حلب سجلت نسبة 46% من إجمالي العائدين، فيما سجلت حماة 21% وإدلب 11 في المئة.
ووفقاً لإحصائيات المفوضية الأممية، بلغ عدد النازحين في سوريا أكثر من 7 ملايين و426 ألفًا، منهم مليونان و229 ألفًا كانوا يقيمون في مخيمات، و5 ملايين و126 ألفًا خارج المخيمات، موضحةً أنه عاد منهم 706 آلاف و673 شخصًا، بينهم 46944 شخصًا من المخيمات.
وكان يعيش نحو مليوني نازح في أكثر من 1500 مخيم وموقع غير رسمي شمال غربي سوريا، بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، وتفتقر نحو 87% من المخيمات لأبسط عوامل الاستقرار، في حين تكتظ 79% منها بنازحين يشكل النساء والأطفال نسبة 80 في المئة منهم.
وبحسب التقرير، فإن الأطفال يشكلون نحو 60% من إجمالي سكان المخيمات والمواقع غير الرسمية، وأن ما بين 12 إلى 17% من الأسر هناك ترأسها نساء، وتعد تلك العائلات من بين الفئات الأكثر ضعفاً وتعرضاً للخطر، موضحاً أن نحو 660 مخيماً تفتقر إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة مع تهالك وقدم البنية التحتية.
اقرأ أيضاً: “ملينا من هاد السؤال”.. رحلة البحث عن منزل للإيجار في دمشق وريفها
وذكر فريق “منسقو استجابة سوريا” أواخر العام الماضي، إن 77% من النازحين في شمال غربي سوريا، لم يحصلوا على مواد التدفئة هذا العام، بينما حصل 12 في المئة منهم على كميات تكفي لمدة لا تتجاوز أربعة أسابيع مع اضطرارهم لتقنين استخدامها،
كذلك يقع 372 مخيمًا في مناطق نائية، حيث تكون الخدمات الإنسانية محدودة ويصعب الوصول إليها بانتظام، ويزداد الوضع خطورة نتيجة لنقص التمويل الذي يهدد بتدهور الأوضاع، لذلك حاولت “الجزيرة نت” نقل وضع النازحات المعيلات عن ألسنتهن.
والشهر الماضي، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) الشهر الماضي، عن تنفيذ مشاريع حيوية تهدف لحماية مخيمات ريف إدلب من السيول وتحسين الخدمات والحد من المخاطر الصحية التي تهدد سكانها، موضحاً أن المشاريع تضمنت تمديد شبكة أنابيب صرف صحي رئيسية في مخيم “أطمة”، وتنظيف المجرى المائي وإزالة الأعشاب والأنقاض التي تعيق تدفق السيول في مخيم “خربة الجوز”.
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين الأممية قد ذكرت في تقريرها أن سوريا أصبحت خلال السنوات الأخيرة واحدة من أكبر دول العالم من حيث عدد النازحين داخليًا، لكن إطلاق معركة “ردع العدوان” وسقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ يناير الماضي، مهد لعودة آلاف النازحين داخليًا إلى جانب اللاجئين السوريين في دول الجوار.