واشنطن
أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي (الكونغرس) تعيين بيت هيغسيث وزيراً للدفاع، خلال التصويت في وقت متأخر من ليل الجمعة – السبت، ليتجاوز التساؤلات بشأن مؤهلاته لقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) وسط مزاعم إفراطه في تناول الخمور والسلوك العدواني تجاه النساء.
ونادراً ما يواجه مرشح لمنصب وزير في الإدارة الأميركية كتلك المخاوف واسعة النطاق بشأن خبرته وسلوكه مثل هيغسيث، وخاصة بالنسبة لهذا المنصب البارز كمسؤول عن الجيش الأميركي، إلّا أنّ مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون كان عازماً على إقرار تعيين هيغسيث، وهو مذيع سابق بشبكة “فوكس نيوز” ومن قدامى المحاربين.
كما صرح هيغسيث عما أسماها مبادئه التوجيهية، وهي “استعادة روح الجماعة للمحاربين في كل شيء نفعله، وإعادة بناء جيشنا وردعنا”.
وأضاف: “لا نرغب في خوض حروب. نريد أن نردعهم.. نريد أن ننهيها بطريقة مسؤولة. لكن إذا اضطررنا لخوضها، سنجلب قوة غاشمة وحاسمة للاشتباك مع العدو وتدميره وإعادة أبنائنا للوطن”.
وقال في وقت لاحق، في رسالة بريد إلكتروني للجيش الأميركي: “سنظل أقوى قوة في العالم وأشدها فتكاً”، مشيراً إلى الاحتياج “لردع عدوان الصين الشيوعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.. وتغيير وجهتنا إلى التهديدات الرئيسية. سنقف إلى جانب حلفائنا ونضع أعداءنا تحت المراقبة”.
وكان نائب الرئيس جيه دي فانس حاضراً للإدلاء بصوت فاصل، وهو أمر غير معتاد في مجلس الشيوخ بالنسبة لمرشحي الحكومة، الذين يحصلون عادة على دعم أوسع. وكان هيغسيث نفسه في مبنى الكابيتول مع عائلته.
ومن جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يستقل طائرة الرئاسة بعد تفقد الدمار الناجم عن حرائق كاليفورنيا: “لدينا وزير دفاع رائع ونحن سعداء للغاية”.
وأوضح ترامب أنه لا يهتم بمعارضة السيناتور ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري السابق المؤثر والذي انضم إلى السيناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي من ألاسكا، والسيناتور سوزان كولينز في التصويت ضد هيغسيث معتبراً أن “الشيء المهم هو الفوز”.
وتأتي قدرة مجلس الشيوخ على إقرار تعيين هيغسيث، على الرغم من سلسلة خطيرة من الادعاءات ضده، لتقدم مقياساً لقوة ترامب السياسية وقدرته على الحصول على ما يريد من الكونغرس الذي يقوده الحزب الجمهوري.
وتساءل جاك ريد، السيناتور الديمقراطي البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، “هل بيت هيغسيث هو حقاً أفضل ما لدينا لنقدمه لتولي المنصب؟”، وحث زملاءه على التفكير بجدية في تصويتهم.
وعارض جميع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي إقرار تعيين هيغسيث.