دمشق
اعتقلت السلطات الجديدة في سوريا، المصري أحمد المنصور بعد بثه تسجيلات مصورة يهدد فيها الحكومة المصرية، حسبما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، اليوم الأربعاء.
أكدت مصادر في اعتقال المصري أحمد منصور، مؤسس “حركة ثوار 25 يناير”، يوم الثلاثاء، أثناء وجوده في سوريا.
وأثار منصور جدلًا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره صورة على منصة “إكس”، ظهر فيها بجوار ملثمين وخلفهم لوحة تحمل اسم حركته وعلم مصر بإصداره القديم.
وكان قد دعا منصور المعارضة المصرية إلى التوحد حول مطالب رئيسة، تشمل تغيير النظام، وإطلاق سراح المعتقلين، واستعادة أهداف ثورة 25 يناير.
فيما اعتقلت السلطات المصرية أقارب المنصور نتيجة تحريضه للمشاركة في ذكرى الثورة المصرية 25 كانون الثاني/ يناير الجاري٬ ما دفعه إلى إطلاق وسم “جاك الدور يا دكتاتور” والذي تصدر منصات التواصل لأكثر من عشرة أيام.
وقال المتحدث باسم “حركة ثوار 25 يناير” إن الإدارة السورية الجديدة اعتقلت المعارض المصري المقيم في سوريا، أحمد حماد المنصور، وذلك في ظل غياب أي تعليق رسمي من الجانب السوري حول أنباء اعتقال الأخير.
وقال حازم المنصور الذي يعرف عن نفسه كمتحدث باسم “حركة ثوار 25 يناير”، مساء الثلاثاء: “نأسف أن نبدأ بياننا الأول بهذا الخبر، وهو نبأ توقيف واختفاء قائد الحركة السيد/ أحمد حماد المنصور في دمشق وبعضا من رفاقه، منذ ظهيرة هذا اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025، على إثر دعوة كريمة وُجهت إليه من قبل الأمن العام لمقابلة السيد وزير الدفاع السوري، السيد اللواء مرهف أبو قصرة، والذي سبق للأخ القائد أحمد المنصور أن عمل تحت إمرته في جبهات الثورة السورية”.
وكانت والد المنصور قد أعلن تبرؤه منه، بعد بثه فيديوهات مسيئة ضد مصر من داخل الأراضي السورية، فيما أكدت منصات إعلامية على أنه تم القبض على المنصور ومجموعة مقربة منه، بناء على أمر من سلطة الأمن العام السوري، ونقل لأحد المواقع العسكرية في دمشق ظهر أمس واختفوا بعدها.
والمنصور من مواليد محافظة الإسكندرية، لكنه ينحدر من محافظة سوهاج، وانضم إلى “حركة حازمون” التي أسسها حازم صلاح أبو إسماعيل. وشارك المنصور في اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013، وعقب الإطاحة بحكم مرسي فر من مصر وانضم إلى “جيش الفتح” و”هيئة تحرير الشام”.
وأثار إعلان المنصور عن تأسيس حركة مناهضة للسلطة في مصر، استياءً وردود فعل بين أوساط المصريين، وسط حالة تحفّظ من القاهرة حيال الإدارة السورية الجديدة والتي تصفها بأنها “سلطة أمر واقع”.
وكان قد قال المتحدث باسم الخارجية المصرية تميم خلاف منذ أيام، إن موقف القاهرة تجاه دمشق يرتكز على أن لا تتحول إلى مصدر لتهديد دول المنطقة، والعمل على عملية سياسية سورية شاملة لضمان نجاح العملية الانتقالية.
وذكر أن لا ترتيبات خلال الوقت الحالي أو الأيام القادمة لزيارة وزير الخارجية المصري إلى سوريا واللقاء بمسؤولين في الإدارة السورية الجديدة.
ويرى مراقبون أن التوجس الرسمي في مصر من الإدارة السورية الجديدة، يعود للخلفية الإسلامية لأغلبية المسؤولين السوريين الجدد، والذي يثير حفيظة مصر ويبرر تعاطيها الحذر مع الوضع الجديد في سوريا وربطه بتجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر.
ورغم النشاط الديبلوماسي الذي شهدته سوريا منذ سقوط النظام السوري المخلوع في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلا أن المشهد السياسي السوري خلا من زيارة لأي وفد أو مسؤول مصري.
وكانت وسائل إعلام عربية تحدثت عن تحضيرات زيارة مصرية إلى دمشق والتي جاءت بوساطة تركية، بعد أن أعطت أنقرة تطمينات للقاهرة بعدم استخدام الأراضي السورية منطلقاً لهجمات ضد الدولة المصرية.
ونهاية ديسمبر الماضي، قال وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة أسعد الشيباني، إن سوريا تريد “بناء علاقة استراتيجية مع جمهورية مصر”.
وفي أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، دعت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إلى “تنفيذ عملية سياسية متكاملة وشاملة في سوريا”، مشددةً على “دعم مصر لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”.