دمشق
أثار طلاء شبان وشابات سوريين لجدران سجون النظام السوري السابق جدلاً واسعاً في سوريا، على منصات التواصل الاجتماعي.
وأطلق متطوعون حملات في سوريا لطلاء جدران زنازين وغرف إنفرادية في معتقلات النظام السوري السابق، متذرعين ببث الأمل في نفوس السوريين بسبب الذكرى السيئة لتلك السجون خلال فترة حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد ووالده حافظ.
واعتبر ناشطون سوريون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الهدف المخفي لعملية طلاء جدران السجون، هو إخفاء جرائم النظام السوري السابق في المعتقلات بحق السجناء خلال العقود الخمسة الأخيرة.
وطالب الناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة المسؤولين عن عملية طلاء الجدران، لمسؤوليتهم المباشرة بما وصفوه إخفاء الحقيقة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق السجناء.
وعملت إدارة العمليات العسكرية في سوريا منذ إطلاق عملية “ردع العدوان” في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على فك معتقلات النظام السوري السابق وإخراج السجناء منها والتي وصلت فترة اعتقال بعضهم إلى نحو أربعة عقود.
وبعد دخول عدسات المصورين إلى داخل سجون النظام السوري السابق، تداولت مئات من المشاهد المرئية لألات استعملت كوسائل لتعذيب المعتقلين، إلى جانب عبارات كتبها المعتقلين خلال فترة مكوثهم بالسجن.
وطالبت منظمات حقوقية دولية من بينها منظمة “هيومن رايتس ووتش” الإدارة السورية الجديدة، بالمحافظة على الوثائق والوضع الراهن لسجون النظام السوري السابق، لتسهيل عملية الوصول للمعلومات والأدلة الجنائية على ارتكاب جرائم حرب وتعذيب في السجون لمحاسبة مرتكبيها.
والسبت الفائت، أبدت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، استعدادها للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لمحاسبة مجرمي الحرب من النظام السوري السابق.
ونقلت وسائل إعلام أوروبية عن رئيس لجنة التحقيق الدولية باولو بينيرو، أنه يرحب بأي تعاون مع السلطات السورية الجديدة، تفضي إلى محاسبة الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد الشعب السوري خلال فترة حكم النظام السوري السابق.
وذكر بينيرو أن اللجنة الأممية التي يرأسها تولي اهتماماً بالغاً للحفاظ على أدلة التعذيب وانعدام القانون في السجون التابعة للنظام السوري السابق خلال فترة حكمه.
ورأى أن أهمية الحفاظ على الأدلة تكمن في تقديمها خلال محاكمات الأشخاص المتورطين بجرائم الحرب في سوريا والاستناد عليها في إطلاق التهم والأحكام.
وأشار بينيرو إلى إنشاء قائمة سرية للمجرمين تتكون من الأفراد ومسؤولي المنشآت العسكرية والسجون، والمتصلة بالأحداث التي مرت بها سوريا خلال الثلاثة عشر سنة الماضية.