خاص ـ القنيطرة
دخلت القوات الإسرائيلية المدعومة بعربات وآليات عسكرية وجرافات إلى قرية المعلقة في ريف القنيطرة الجنوبي، جنوبي سوريا، في خرق جديد للهدوء الذي ساد المنطقة بعد تهدئة استمرت يومين، بحسب ما أفاد مصدر أهلي لموقع “963+”. ويثير هذا التوغل القلق ويعزز المخاوف من مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في المنطقة.
وأكد رجا الحسين، أحد سكان قرية المعلقة في اتصال هاتفي مع “963+”، أن “القوات الإسرائيلية قامت بشق طرق جديدة انطلاقاً من قرية المعلقة باتجاه منطقة الدرعيات المحاذية للشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل”.
وقال الحسين: “هذه العمليات ليست مجرد مرحلة مؤقتة، بل إنها تمهد لمرحلة جديدة من الاحتلال في منطقة القنيطرة”.
وأضاف الحسين مطالباً إدارة العمليات العسكرية في دمشق “باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الانتهاكات المستمرة من قبل إسرائيل”، مشيراً إلى أن هذه العمليات “تعد جزءاً من سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية في المنطقة”.
وفي تطور آخر، كانت القوات الإسرائيلية قد تقدمت قبل يومين باتجاه قرية الحيران ومفرق غدير البستان في ريف القنيطرة، حيث قامت بشق طرق جديدة وتدمير العديد من الثكنات العسكرية السورية، من بينها سرية الإشارة شرق الحيران، وكتيبة المدرعات في محيط القرية.
وفي وقت سابق، كانت الآليات الهندسية الإسرائيلية قد عملت على شق طريق من الجولان السوري المحتل باتجاه سرية الدرعية والنقاط العسكرية المحيطة بها. ومنذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2024، دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة بسيطرة كاملة على بعض الأسلحة الثقيلة في المواقع العسكرية هناك.
كما كانت القوات الإسرائيلية قد توغلت بداية الشهر الجاري، في قريتي العشة وأبو غارة في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث اقتربت هذه القوات من منازل المدنيين في قرية الحميدية، وأطلقت النار على أحد السكان، مما أدى إلى مقتله، بالإضافة لتوغل آخر في قرية كودنة جنوب القنيطرة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بتجريف الأراضي الزراعية والغابات.
وفي خطوة غير مسبوقة، طالبت القوات الإسرائيلية من الأهالي تسليم الأسلحة التي كانت قد نهبت من القطعات العسكرية السورية في المنطقة.
اقرأ أيضاً: “يديعوت أحرنوت”: إسرائيل تريد “منطقة سيطرة” بعمق ٦٠ كم داخل سوريا
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تمكن الجيش الإسرائيلي من التوغل في العديد من المواقع العسكرية على طول الحدود بين سوريا وإسرائيل، حيث تصاعدت وتيرة التوغلات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
ومع استمرار الأوضاع الأمنية المتدهورة في سوريا، تستمر القوات الإسرائيلية في تعزيز وجودها في المناطق الحدودية، وهو ما يثير القلق من إمكانية تصاعد الصراع بشكل أكبر في المستقبل.
من جانبها، تواصل الإدارة السورية الجديدة، مطالبتها بوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة على أراضيها، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية السيادة السورية من التعديات الإسرائيلية المتزايدة.