واشنطن
تبذل السلطات المحلية والاتحادية في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، جهوداً مضنية للسيطرة على الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من المدينة في ولاية كاليفورنيا، ورغم إحراز تقدم طفيف، مع توقف مؤقت للرياح التي ساعدت على إشعال حرائق الغابات، فإن التوقعات تشير إلى أن الرياح العاتية قد تعيد إشعال النيران، مما يهدد بتفاقم الوضع.
وأسفرت الحرائق، التي اندلعت في السابع من كانون الثاني/ يناير 2025، عن مقتل 11 شخصاً حتى الآن، فيما دمرت النيران ما يقارب من 10,000 مبنى في لوس أنجلوس.
وتعتبر هذه الحرائق واحدة من أكثر الكوارث تدميراً في تاريخ المدينة، إذ دمرت العديد من الأحياء السكنية على الجانبين الشرقي والغربي من المدينة. وتتزايد المخاوف من أن هذه الأرقام قد ترتفع بشكل ملحوظ في الأيام المقبلة.
التهديدات المستمرة من الرياح القوية
تُعزى سرعة انتشار الحرائق إلى الرياح القوية، المعروفة برياح “سانتا آنا”، التي ضربت المنطقة، حيث تصل سرعتها في بعض الأحيان إلى 80 ميلاً في الساعة (حوالي 130 كيلومتراً في الساعة).
وأدى ذلك إلى توسيع رقعة النيران بسرعة كبيرة، ما جعل من الصعب على فرق الإطفاء احتواءها. وقالت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة: “نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة على الوضع. نحن نعلم أننا سنشهد زيادة محتملة في قوة الرياح في بداية الأسبوع المقبل”.
وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن المسؤولين الفيدراليين يتوقعون أن تظل الرياح مصدر تهديد حتى أوائل الأسبوع المقبل.
وبالتوازي مع الخسائر البشرية والمادية، بدأت أسهم شركات التأمين الأميركية في التراجع، بعد أن أظهرت تقديرات المحللين أن الخسائر المؤمنة جراء الحرائق قد تصل إلى 20 مليار دولار.
ومنذ بداية الحرائق، تم نشر أكثر من 1,400 من رجال الإطفاء من فرق محلية وفيدرالية، بالإضافة إلى طائرات إطفاء لمكافحة النيران.
كما أُرسلت فرق من مقاطعات أخرى لتقديم الدعم. ويتركز العمل على حماية المناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية. وفي الوقت ذاته، أسفرت الحرائق عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، مما زاد من تعقيد الوضع، فيما تم إغلاق العديد من المدارس والجامعات نتيجة تدهور جودة الهواء.
تأثيرات طويلة المدى
تُظهر حرائق لوس أنجلوس، التحديات المتزايدة التي تواجهها المدينة في التعامل مع حرائق الغابات، التي أصبحت جزءاً من تاريخ المدينة على مدار العقود الماضية. لكن ما يميز هذه الحرائق هو تزامنها مع ظروف جوية غير مواتية، مثل الرياح القوية والجفاف الشديد، مما جعلها أكثر تدميراً من أي وقت مضى، بحسب تقارير صحفية.
وأدى الجفاف الشديد، الذي يُعتبر الأشد منذ أكثر من 80 عاماً، إلى جفاف الغطاء النباتي في المنطقة، مما زاد من احتمالية اندلاع الحرائق بشكل أكبر. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف البيئية غير المستقرة لفترة طويلة، مما يجعل الحرائق أكثر تكرارًا وشدة في المستقبل.
وتبرز الحرائق الحالية في لوس أنجلوس، الحاجة إلى مواجهة التحديات البيئية المستمرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية العالمية التي تؤثر بشكل كبير على كثافة وكوارث حرائق الغابات.