الحسكة
كشف القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) اليوم الأربعاء، عن اتفاقه مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع على رفض مشاريع الانفصال في سوريا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
وقال مظلوم عبدي لوكالة “فرانس برس”، إنه اتفق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض “أي مشاريع انقسام” تهدد وحدة البلاد.
وأضاف أن اللقاء مع الإدارة السورية كان “إيجابياً”، مضيفاً “نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد”.
وكانت قد تحدثت مصادر إعلامية عن لقاء جمع قيادات “قسد” والإدارة السورية الجديدة في أحد المطارات العسكرية، مرجحةً أنه قد يكون مطار الضمير بريف دمشق.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء الذي جمع الطرفين مطلع العام الجاري كان “إيجابياً”، واتفقوا حينها، على استكمال اللقاءات التشاورية للحوار والتباحث في مستقبل سوريا وموقع “قسد” في جيش سوريا المستقبلي، والذي يجري العمل على تشكيله بعد أن أبدت فصائل مسلحة استعدادها لحل نفسها والاندماج في الجيش.
في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء أيضاً، أن واشنطن تبذل جهوداً مع أنقرة لمنع شنّ عملية عسكرية ضد “قسد” في سوريا.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في باريس إنّ تركيا لديها “مخاوف مشروعة” بشأن أمنها القومي من جهة سوريا، ودعا إلى حلّ في البلاد يشمل مغادرة “المقاتلين الأجانب”.
وأضاف بلينكن “هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصبّ بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سوريا، سيكون اندلاع نزاع، وسنعمل بجدّ بالغ لضمان ألا يحصل ذلك”.
وأمس الثلاثاء، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، “سنفعل اللازم ما لم تستجب وحدات حماية الشعب لمطالب أنقرة”، على حد قوله.
وقال إن “المهلة التي أعطيناها لهم عبر الأميركيين واضحة”، داعياً المقاتلين الأجانب الذين قدموا من تركيا وإيران والعراق لمغادرة سوريا فوراً، وأضاف “لا نرى أي تحضيرات ولا نية في هذا الاتجاه حالياً ونحن ننتظر”.
ومنتصف الأسبوع الماضي، نقلت “فرانس برس” عن مصادر لم تسمّها أن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، التقى وفداً من “قسد” الجناح العسكري للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وقالت: “حصل لقاء بين قيادة قسد والجولاني في دمشق”. وأضاف أن الاجتماع كان “لقاء تمهيدياً لوضع أساس للحوار المستقبلي”، مشيراً أنه “تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول لتفاهمات مستقبلية”، على حد تعبيره.
وأوضحت أن “الأجواء كانت إيجابية”. وأشار إلى أنه “سيكون هناك لقاءات مستقبلية مع تكثيف الحوارات والاجتماعات في المستقبل”، دون تقديم المزيد من التفاصيل، ودون ورود بيان من إدارة العمليات العسكرية وقوات سوريا الديموقراطية بشأن تأكيد هذا اللقاء.
وكانت تلك أول محادثات يجريها الشرع مع قادة “قسد” منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في مطلع كانون الأول/ديسمبر، بينما تدور معارك بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.
ولا تزال قوات سوريا الديموقراطية التي تعاديها تركيا تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا أو ما يُعرف بمناطق (شرق الفرات) وجزء واسع من محافظة دير الزور. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وبالتوازي مع “شنّ هيئة تحرير الشام” وفصائل موالية لها هجوماً مباغتاً في 27 تشرين الثاني/نوفمبر من معقلها في شمال غرب سوريا مكّنها في نهاية المطاف من السيطرة على الحكم في دمشق، شنّت فصائل موالية لأنقرة هجوماً ضدّ “قسد”، وانتزعت منطقة تل رفعت ومدينة منبج فيما تهدد في الوقت الحالي مدينة كوباني.
وما بين عامي 2016 و2019، نفّذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، ونجحت بفرض سيطرتها على منطقتين حدوديتين واسعتين داخل الأراضي السورية.