بروكسل
قالت منظمة الصحة العالمية في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الاحتياجات الصحية في سوريا كبيرة ومُلحة. مشيرةً إلى أن أكثر من نصف مستشفيات سوريا خارج الخدمة حالياً.
وقالت إن سوريا شهدت 36 هجوماً على منشآت الرعاية الصحية في خلال 3 أسابيع، مضيفةً أنها تعمل على ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية في سوريا.
يأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الصحية بشكل ملحوظ، خاصة مع استمرار النزاع المستمر الذي أثر بشكل كبير على البنية التحتية الصحية.
واعتبرت المنظمة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، حيث تؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وتعرض حياة المرضى والكوادر الطبية للخطر يواجه العاملون في مجال الصحة تحديات كبيرة في توفير الرعاية للجرحى والمرضى في بيئة تفتقر إلى الموارد الأساسية.
وتتوزع حالات الهجوم على المنشآت الصحية عبر مختلف المناطق، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الصحية، ومع وجود أكثر من 12 مليون شخص بحاجة إلى الرعاية الصحية في البلاد، تعد الاحتياجات الصحية في سوريا كبيرة وملحة.
وتصاعدت الأمراض المعدية وسوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، مما يتطلب استجابة سريعة وشاملة من المجتمع الدولي، بحسب الصحة العالمية.
وتعمل منظمة الصحة العالمية على ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية، على الرغم من التحديات تشمل جهود المنظمة توفير الإمدادات الطبية الأساسية، وتقديم التدريب للكوادر الصحية المحلية، ودعم المستشفيات التي لا تزال قادرة على العمل. تركز المنظمة على تعزيز قدرة النظام الصحي المحلي على التعامل مع الأزمات وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: انعدام الأمن يمنع وصول موظفينا إلى منبج وكوباني
إلا أن هذه الجهود تواجه عقبات كبيرة، بما في ذلك نقص التمويل والموارد. تدعو منظمة الصحة العالمية إلى زيادة الدعم الدولي من أجل تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة. فبدون هذا الدعم، سيكون من الصعب تحقيق أي تحسينات على الأرض.
ويعاني الكثير من الناس من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، ما يؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة والاعتلالات الصحية الأخرى يُعتبر الأطفال والنساء من أكثر الفئات تضرراً في هذا السياق، حيث يتعرضون لمخاطر أكبر بسبب الظروف المعيشية القاسية.
وأكدت الصحة العالمية أن الوضع في سوريا يمثل أزمة إنسانية غير مسبوقة، تستدعي تحركًا عاجلًا من قبل المجتمع الدولي، فالتجاهل لمثل هذه الأزمات قد يؤدي إلى نتائج كارثية ليس فقط على المستوى الصحي، ولكن أيضاً على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وكانت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، قد أكدت أن الأوضاع الصحية في سوريا تتطلب الكثير من الاحتياجات، مشيرةً إلى وجود آلاف النازحين في سوريا والدول المجاورة، وبات من الضروري زيادة احتياجات الرعاية الطبية بعد عودة هؤلاء النازحين.
وأضافت هاريس لقناة “القاهرة الإخبارية”، أن النظام الصحي في سوريا غير قادر على تلبية جميع احتياجات السكان، موضحةً أن هناك نقصاً في الاحتياجات الخاصة بالأفراد والطواقم الطبية، إضافة إلى اللوازم الطبية العاجلة والطارئة.
وأشارت هاريس إلى أنه من الضروري زيادة التمويل المخصص لتلبية احتياجات النظام الصحي السوري، إذ لا يمكن تلبية كافة الاحتياجات في ظل التمويل المحدود، مشددةً على ضرورة التعاون الدولي لإعادة بناء النظام الصحي والطبي، وتقديم الدعم اللازم للمواطنين.
وأمس الاثنين، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن “انعدام الأمن يمنع وصول موظفيه إلى مدينتي منبج وكوباني بريف حلب شمالي سوريا”، وذلك بالتزامن مع تصريحات لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، دعا فيها إلى إيجاد حل سياسي للتوترات شمال شرقي البلاد.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في بيان: “لم يتمكن موظفونا من الوصول إلى مدينتي منبج وكوباني طيلة أسبوعين بسبب الوضع الأمني”، مضيفاً أن “الوضع الأمني شمال شرقي البلاد متقلب ويعرقل العمليات الإنسانية”.
وذكر، أن “الوضع لا يزال صعباً بالنسبة لـ40 ألف شخص يقيمون في 215 مركزاً جماعياً للطوارئ شمالي سوريا”.