دمشق
أجرى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، محادثات موسعة مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في دمشق اليوم الاثنين.
وتأتي زيارة الصفدي في إطار جهود تعزيز الاستقرار في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي الأولى من نوعها لمسؤول أردني رفيع المستوى منذ هذا التحول السياسي.
وأكد الصفدي خلال اللقاء دعم الأردن لعملية سياسية شاملة في سوريا، مشدداً على استعداد المملكة للمساهمة في جهود إعادة الإعمار. وقال: “نؤيد عملية سياسية شاملة في سوريا، ومستعدون لدعم أشقائنا السوريين في بناء وطنهم”.
وأضاف الوزير الأردني أن الأردن يقف إلى جانب الشعب السوري في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أهمية صياغة دستور جديد يشمل جميع الأطراف السياسية.
كما دعا الأمم المتحدة إلى تقديم المساعدة لسوريا، لافتاً إلى أن الإدارة السورية الجديدة بحاجة إلى وقت كافٍ لوضع خططها وأولوياتها.
وناقش الطرفان القضايا الإقليمية، بما في ذلك التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، حيث أشار الصفدي إلى أن هذا التوغل يهدد بإشعال صراعات جديدة في المنطقة.
كما تناولت المباحثات ملف الإرهاب، وأكد الصفدي: “سنقف معاً في مواجهة الإرهاب، لأنه خطر يهددنا جميعاً”.
وتطرقت المحادثات أيضاً إلى قضية اللاجئين السوريين، حيث شدد الصفدي على ضرورة أن تكون عودتهم إلى وطنهم طوعية وآمنة.
اقرأ أيضاً: الصفدي يصل دمشق.. زيارات ديبلوماسية مكثفة تبحث مستقبل سوريا – 963+
وأشار إلى أن الأردن، الذي يستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ عام 2011، شهد عودة 7250 سورياً عبر معبر جابر-نصيب الحدودي منذ سقوط النظام السوري، وفقاً لبيان سابق لوزير الداخلية الأردني مازن الفراية.
وأوضح الصفدي أن المباحثات تناولت قضايا التجارة، الحدود، المساعدات الإنسانية، والربط الكهربائي، مؤكداً أن الأردن حمل إلى دمشق رسالة دعم للشعب السوري في بناء دولتهم. كما أشار إلى توافق الطرفين على أهمية عقد مؤتمر وطني لمناقشة مستقبل سوريا.
الصفدي هو أول وزير خارجية عربي يلتقي الشرع ومسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة، مما يعكس اهتماماً عربياً متزايداً بدعم سوريا في هذه المرحلة الانتقالية.
وتأتي هذه التحركات في ظل تغيرات جذرية في المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد، حيث باتت الظروف مهيأة لعودة اللاجئين السوريين، بحسب تصريحات أردنية.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأساسي هو تحقيق التوافق السياسي وإعادة بناء الدولة السورية بما يلبي تطلعات الشعب السوري.