القامشلي
أصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) بياناً اليوم، كشف فيه عن سجل 15 عنصراً من عناصرها قتلوا في الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها مناطق ريف حلب ومنبج وجسر قره قوزاق وسد تشرين ودير الزور. وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حدة التوترات في المنطقة، مع مخاوف من مزيد من التصعيد وتفاقم الوضع الإنساني.
وشنَّت فصائل “الجيش الوطني” الموالية لأنقرة هجومين متزامنين على محوري سد تشرين وجسر قره قوزاق، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة واستمرت لساعات.
وأسفرت المواجهات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما تعرضت القرى القريبة من جسر قره قوزاق لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من القوات التركية، دون ورود معلومات مؤكدة عن إصابات بين المدنيين.
تصاعد التوتر
وشهد محور جسر قره قوزاق اشتباكات عنيفة أمس الأحد، تزامنت مع قصف مدفعي استهدف أطراف الجسر. وتُعتبر هذه المنطقة استراتيجية لربط ضفتي نهر الفرات، ما يجعلها محط اهتمام الأطراف المتنازعة.
وفي حادثة منفصلة، أدى قصف مدفعي تركي على قرية الجعدة بريف كوباني الغربي إلى مقتل امرأة وطفلتها، ما يزيد من القلق بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية.
وتشهد المناطق الحدودية المقابلة لمدينة كوباني تحشدات عسكرية تركية، بالتزامن مع تهديدات أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية جديدة.
وفي هذا السياق، أعلن قائد قوات سوريا الديموقراطية، مظلوم عبدي، استعداد قواته لإقامة منطقة منزوعة السلاح في كوباني تحت إشراف أميركي، مع إعادة توزيع القوات الأمنية.
وفي سياق آخر، أصدرت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا بياناً حول تصاعد عمليات خلايا تنظيم “داعش”. وأشار البيان إلى محاولة “إرهابية استهدفت حاجزاً في بلدة الصبحة بريف دير الزور، حيث تم إحباط الهجوم وملاحقة المهاجمين. كما استهدف هجوم آخر حاجز وادي الرمل في ناحية الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ما أدى إلى إصابة عنصرين من قوى الأمن الداخلي”.
وتوسعت هذه الهجمات لتشمل مدينة الرقة، حيث استهدف حاجز الجامعة في منطقة الكسرات قبل أيام. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقوع 255 عملية نفذتها خلايا التنظيم منذ بداية عام 2024، أسفرت عن مقتل 117 شخصًا من قوات سوريا الديموقراطية وقوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى 29 مدنياً.
وفي إطار جهود مكافحة التنظيم، أعلنت “قسد” بالتعاون مع التحالف الدولي عن اعتقال 18 عنصراً من خلايا “داعش” والمتعاونين معهم في محافظة الرقة.
ونُفذت العملية ليلة 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعد تحركات مشبوهة لهذه العناصر التي حاولت استغلال الظروف الأمنية الناتجة عن الهجمات التركية.
مخاطر “داعش”
وكان قد قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس، إن أكبر مصدر قلق للولايات المتحدة في سوريا هو إمكانية استغلال تنظيم “داعش” لفرصة عدم وجود سلطة ي بعض المناطق.
اقرأ أيضا: “سنتكوم” تعلن استهداف قيادي في “داعش” شرقي سوريا – 963+
والجمعة الماضي، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) عن تنفيذ هجوم استهدف عنصرين من تنظيم “داعش” في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
واستهدف الهجوم عنصرين من “داعش” أحدهما قيادي يُدعى “أبو يوسف” بغارة جوية في دير الزور.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت في وقت سابق، أن في مناطقها 27 سجناً، تضم ما بين 10 إلى 12 ألف معتقل من “أخطر عناصر تنظيم داعش”.
كما تتهم قسد “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة بمحاولته الوصول إلى السجون التي تحوي الآلاف من معتقلي “داعش”، عبر الهجمات التي يشنها على مناطق الإدارة الذاتية.
والأسبوع الماضي، أفادت مصادر عسكرية، بتزايد ملحوظ في نشاط تنظيم “داعش” في مناطق شمال شرقي سوريا، مستغلاً حالة التصعيد الأمني السائدة.
ويستمر التدهور الإنساني في شمال سوريا نتيجة الاشتباكات والقصف المتواصل. ومع التحركات العسكرية التركية وتصاعد نشاط خلايا “داعش”، تزداد المخاوف من موجة نزوح جديدة وتفاقم معاناة المدنيين في المناطق المتضررة.