دمشق
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، عن أن وزير الخارجية أيمن الصفدي وصل إلى دمشق اليوم الاثنين، وتشهد العاصمة السورية دمشق، نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً مع سلسلة زيارات لمسؤولين إقليميين ودوليين، بهدف بحث المرحلة المقبلة في مستقبل سوريا وتعزيز التعاون مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.
ووفقاً لبيان وزارة الخارجية الأردنية عبر منصة “إكس”، فإن الصفدي سيجري لقاءات مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وعدد من المسؤولين السوريين.
تحركات قطرية وسعودية
أفادت وسائل إعلام سورية أن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي، يعتزم زيارة دمشق يوم غد الثلاثاء. ويشار إلى أن قطر أعادت مؤخراً فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 13 عاماً من الإغلاق.
وفي الأثناء، ذكرت قناة “العربية” أن وفداً سعودياً برئاسة مستشار في الديوان الملكي السعودي التقى أحمد الشرع في قصر الشعب، أمس الأحد. وأوضحت مصادر “العربية” أن اللقاء السعودي ناقش القضايا الثنائية وآفاق التعاون بين الجانبين.
وفي مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، أكد أحمد الشرع أن “الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام”، مشدداً على أن سوريا الجديدة لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق الدول العربية أو الخليجية.
كما أشار إلى تطلع بلاده إلى استلهام التجربة التنموية الناجحة في دول الخليج، مؤكداً على أهمية التعاون الاقتصادي والتنموي مع المملكة العربية السعودية.
وكان قد التقى أمس الأحد، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالقائد العام أحمد الشرع، حيث ناقشا مساعدة سوريا في إعادة بناء الدولة وصياغة دستور جديد يضمن حقوق الجميع. وأكد الشرع أن التعاون مع تركيا يشمل بناء علاقات استراتيجية تليق بمستقبل المنطقة.
من جانبه، شدد فيدان على التزام تركيا بدعم سوريا في استعادة استقرارها، وإعادة اللاجئين، وبناء المؤسسات الحكومية. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم ديبلوماسي واقتصادي للإدارة السورية الجديدة، مؤكداً استعداد أنقرة للمساهمة في إعادة إعمار البلاد.
تحركات أمنية وزيارات مرتقبة
تزامنت زيارة الوزير التركي مع دخول رتل أمني تركي كبير إلى دمشق، مما أثار تكهنات حول تنسيق عسكري بين الطرفين. وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يقوم بزيارة تاريخية إلى دمشق خلال الأسبوعين المقبلين، والتي قد تشمل أداء الصلاة في الجامع الأموي ولقاء أحمد الشرع.
استقبل قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع اليوم الأحد، رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” في لبنان وليد جنبلاط.
ورافق جنبلاط خلال الزيارة إلى دمشق، نواب كتلة “اللقاء الديموقراطي” ووزراء ومشايخ من طائفة المسلمين الموحدين الدروز في لبنان وسوريا.
وقال الشرع خلال اللقاء، إن “سوريا تقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، ولن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق”، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
وقبل أيام كان قد التقى الشرع وفداً أميركياً برئاسة باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، لبحث قضايا سوريا بعد سقوط نظام الأسد. أعلنت الخارجية الأميركية إلغاء مكافأة 10 ملايين دولار المرتبطة بالشرع، مع الإبقاء على المكافأة لمحاربة “داعش”.
وأكدت ليف أهمية إعادة بناء سوريا، متعهدة بمواصلة مكافحة الإرهاب وضمان استقرار البلاد. ناقش الوفد انتقال السلطة، محاربة “داعش”، ومصير المفقودين الأميركيين، بينهم الصحفي أوستن تايس. كما أجرى الدبلوماسيون لقاءات مع المجتمع المدني السوري، في أول زيارة رسمية لوفد أميركي إلى دمشق منذ سقوط الأسد.
وتشير التحركات الديبلوماسية المكثفة واللقاءات المتعددة إلى أن سوريا تشهد مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والتعاون الإقليمي. وتبقى تطورات الأيام المقبلة محورية لتحديد مستقبل العلاقات السورية مع دول الجوار والمجتمع الدولي.