دمشق
كلّفت القيادة العامة لإدارة العمليات العسكريّة في دمشق اليوم السبت أسعد حسن الشيباني بتولي وزارة الخارجية في الحكومة السوريّة المؤقتة، التي بقيت فارغة، في ظل غياب، بسام صباغ، الذي تولى هذه الحقيبة في آخر حكومة لنظام بشار الأسد، بينما كلفت السلطات السورية، عزام الغريب، بمهام محافظ حلب.
وسبق أن تولى الشيباني منصب رئيس “إدارة الشؤون السياسية” والتواصل الخارجي في “حكومة الإنقاذ” في إدلب. وهو من مواليد عام 1987 في ناحية أبو راسين بريف محافظة الحسكة، ودرس الأدب الإنكليزي بجامعة دمشق، ثم درس العلوم السياسية والعلاقات الخارجية في جامعة صباح الدين زعيم في تركيا وحصل على ثم درجة الدكتوراه فيها عام 2024.
واتخذ الشيباني عدة أسماء مستعارة منها: نسيم، أبو عائشة، أبو عمار الشامي، حسام الشافعي، وآخرها زيد العطار.
وخلال رئاسته لـ”إدارة الشؤون السياسية”، التقى الشيباني بمسؤولي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الخارجية الكبرى العاملة في إدلب، إضافة إلى ممثلين سياسيين ودبلوماسيين وسواهم.
وبرز اسم “زيد العطار” كأحد الموقعين على اتفاق المدن الخمسة، في سبتمبر 2015 وتم تنفيذه في نيسان/أبريل 2017، وتضمن تسليم مدن الزبداني، ومضايا، وبلودان للنظام السوريّ مقابل إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا، إضافة لإطلاق سراح مختطفين قطريين لدى “حزب الله” العراقيّ في العراق.
وكان الشيباني من أكثر الشخصيات قرباً من أحمد الشرع طيلة السنوات الماضية، وتعود علاقته إلى بداية تأسيس “جبهة النصرة”.
وعيّنت السلطات السورية أيضاً عزام الغريب، المعروف بلقب “أبو العز سراقب”، محافظا لـ حلب، لتسيير شؤون المدينة مع سيطرة فصائل المعارضة عليها. إذ يعد غريب أحد أبرز قادة “الجبهة الشامية” التابعة لـ “الجيش الوطني السوري”.
وانضم الغريب في البداية إلى “حركة أحرار الشام” ثم إلى “الجبهة الإسلامية”، ثم أصبح نائباً لقائد “الجبهة الشامية” وتولى قيادتها عام 2023.
يذكر أنّ عزام تخرج من معهد طب الأسنان بجامعة حلب عام 2006، وتابع الدراسة في كلية الإمام الأوزاعي عام 2019، وحصل على شهادة الماجستير في قسم التفسير من كلية الإلهيات بجامعة بينغول التركيّة عام 2023.
اقرأ أيضاً: بين الانسحاب والعودة.. ضابط في قوات النظام السوري المخلوع يكشف كواليس الانسحاب الكبير
وكان أحمد الشرع قائد العمليات العسكرية قد عيّن محمد البشير رئيساً للحكومة المؤقتة في 10 كانون الأول/ديسمبر الجاري بعد سقوط النظام السوريّ، وتم نقل السلطة من رئيس حكومة النظام محمد غازي الجلالي، وجاء في بيان الحكومة المشكلة “من عدد من وزراء حكومة الثورة، وهي حكومة الإنقاذ السوريّة، وتعد هذه الحكومة حكومة تسيير أعمال مؤقتة تستمر حتى آذار/مارس 2025، إلى حين البت في القضايا الدستورية”.
وفي تغريدة على موقع “إكس”، علّق أحمد داوود أوغلو على تعيين عزام الغريب محافظاً لحلب وذكر بأنّه خريج جامعة “بينغول”.
وتساءل أوغلو “هل سيعتذر السياسيون المحرضون الذين يريدون طردهم من الجامعة وقطع المياه عن منازلهم ونقلهم عبر الحدود بالحافلات؟
وأضاف: على كل حال، دعوهم يزورون حلب ويشربون القهوة التركية التي يقدمها لهم المحافظ، الذي سيستقبلهم باللغة التركية الجميلة. وعليهم أن يعلموا أن تلك القهوة ستكون رمزًا للذاكرة والأخوة التي لن تدوم أربعين عاماً، بل أربعين قرناً.
يأتي ذلك في ظل ما تشهده البلاد من تحول سياسي بدأ في 8 ديسمبر الجاري، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي هرب إلى موسكو، بينما يحاول أحمد الشرع، القائد الفعلي لسوريا، ومن خلفه حكومة تصريف الأعمال، إثبات القدرة على التعامل مع المستجدات.