حلب
تشهد منطقة تل رفعت الواقعة شمال محافظة حلب السورية، تصعيداً عسكرياً بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد) والفصائل المسلحة الموالية لتركيا، في ظل اشتباكات وقصف متبادل بين الطرفين.
وأفادت مصادر ميدانية لموقع “963+”، بأن الفصائل المعارضة المدعومة تركياً، التي تعمل تحت اسم “عمليات فجر الحرية”، التي أطلقتها قبل يومين، سيطرت على عدة قرى استراتيجية، منها “خراب شمس، كوتالة، الزوق الكبير، مطار منغ، مرعناز، كفين، شوارغة المالكية، تنب، الجوز، طاطمراش، ودير جمال”، مما أدى إلى تطويق تل رفعت ومحاصرة “قسد” داخلها.
كما سيطرت على كل من قرى تل العنب، مزرعة حمد، قرية ذويان، تل زويان، التابعة لبلدة حزوان بريف حلب الشرقي.
وتسيطر “قسد” على “تل رفعت، الشيخ عيسى، كفرناصح، أحرص، أم حوش، الوحشية، فافين حساجك ومدرسة المشاة، أم القرى، حاسين، قرامل، المسلمية وصولا لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية”، وفق المصادر.
وأشارت المصادر إلى أن الطريق الواصل بين منبج وتل رفعت قد قُطع، مما عزز من الحصار المفروض على المدينة.
وفي بيان لها، أعلنت “قسد” عن مقتل ثلاثة من عناصرها خلال الاشتباكات، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “عدد القتلى في صفوف الجيش السوري والفصائل المسلحة نتيجة هذه العمليات العسكرية ارتفع إلى 372 شخصاً منذ بدء المعارك” الأربعاء الماضي قبل السيطرة على محافظة حلب وإدلب بالكامل.
وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حالة التعبئة العامة، متهمةً تركيا “بالسعي إلى تقسيم سوريا واحتلال أجزاء منها”.
ونقلت رويترز عن مصادر أمنية تركية من محاولة “قسد” إقامة ممر يصل بين تل رفعت وشمال شرقي سوريا، معتبرةً أن “العمليات الحالية تهدف إلى إحباط تلك الخطة”.
وبدورها أكدت فصائل المعارضة المسلحة أن عملياتها تستهدف “السيطرة على المنطقة بشكل كامل”، وسط غياب مشاركة “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً” في هذه المعارك.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تحذيرات دولية من تفاقم الصراع. حيث وصف المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، الأحداث بأنها “مؤشر على فشل جماعي” في تطبيق الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، محذراً من تداعيات خطيرة على السلام الإقليمي والدولي.
ووسط هذا التصعيد، شنت القوات الروسية والسورية غارات مكثفة على مواقع في إدلب، بينما دفعت القوات الحكومية السورية بتعزيزات إلى ريفي حلب وحماة في محاولة لاستعادة المناطق التي خسرتها لصالح “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة.
وأطلقت “هيئة تحرير الشام” عملية عسكرية تحت اسم “ردع العدوان” ولا تزال مستمرة منذ الأربعاء الماضي، كانت قد شهدت تقدماً سريعاً في الأيام الماضية حيث سيطرت خلالها على مدينة حلب ثم محافظة إدلب، وريف حماة الشمالي.
ومع تصاعد الاشتباكات في المنطقة وغياب أي بوادر للحل السياسي، يبقى المدنيون، ومن بينهم أكثر من 300 ألف نازح كردي في تل رفعت ومحيطها، الأكثر تضرراً من هذه العمليات.