حلب
تصاعدت حركة النزوح من مدينة حلب شمالي سوريا، مع بدء “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً” وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا هجومها على ريفها الغربي الأربعاء الماضي، قبل أن يسيطروا عليها بشكل كامل اليوم السبت، إلا أن الآلاف ظلوا عالقين داخلها ولم يجدوا طريقاً للخروج.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات استغاثة لمئات العالقين داخل المدينة من أجل إخراجهم في ظل إغلاق العديد من الطرق والمخاوف من مخاطر تهددهم في ظل محدودية الطرق ووسائل النقل، رغم إعلان العديد من شركات النقل ومؤسسات مجتمعية عن مبادرات لإخراج العالقين من محافظات أخرى بما في ذلك طلاب الجامعات والمرضى.
ومن بين النداءات التي انتشرت على مواقع التواصل، كتبت السيناريست بتول ورد على صفحتها في فيسبوك: “لدي عائلة في حلب بمساكن هنانو ما هو الحل لكي يصلوا إلى دمشق، نريد المساعدة”، وأضافت: “بين أفراد العائلة طفل مريض بالكلى وغادر المستشفى أمس”.
بتول قالت لموقع “963+”، إن “أحد أفراد العائلة هي صديقتي، وانقطع الاتصال معها في اليوم التالي لنشري منشور الاستغاثة، ولا أعلم عنها شيئاً حتى الآن”، مشيرةً إلى أنها “كانت تتواجد هناك إلى جانب أمها وابنها البالغ من العمر 7 سنوات المريض بالكلى”.
اقرأ أيضاً: نزوح ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من حلب إلى شمال شرقي سوريا
محمد ح، من سكان حي ميسلون في مدينة حلب، علق إلى جانب عائلته المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة في الحي ولم يجدوا طريقاً للخروج، يقول لموقع “963+”: “لم نغادر المنزل لأننا خائفون، يوجد دوريات جوالة تطلب البطاقة الشخصية للمارة بالشارع”.
لكن نور عباس، وهي إحدى سكان حي الأشرفية في مدينة حلب، نفت أن يكون العائق أمام خروجها من المدينة هو المظاهر المسلحة وعمليات التفتيش، وقالت إن “السبب يعود إلى أن جميع الطرق أغلقت، كما أن المحروقات أصبحت مفقودة بشكل شبه كلي، ومن يريد المغادرة عليه السير على الأقدام في ظل إمكانية التعرض لمخاطر”.
كما كشف مهند شاويش، وهو من سكان مدينة سلمية بريف حماة الشرقي، وكان قد أطلق مبادرة لنقل أنباء مدينته من حلب لـ”963+”، أن مبادرته تم إطلاقه لمدة محدودة وانتهت، مشيراً إلى أنهم “سلكوا طريق بصيرة وهو حالياً لايزال آمناً”.
وبموازاة ذلك، حذر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، من “عمليات خداع قد يتعرض لها النازحون، عبر نشر أرقام لمسلحين على أنها لسائقي وسائل نقل”، وأرفقوا منشوراتهم بأرقام لشركات نقل معتمدة و”موثوقة” لمن يرغب بالمغادرة”.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد أعلنت اليوم السبت، عن استقبال 2,892 شخصاً من سكان المنطقة القادمين من حلب، بينهم 2,158 طالباً.
كما أطلق ناشطون ومنظمات مجتمعة من محافظات أخرى بينها السويداء جنوبي البلاد، مبادرات لإخراج أبناء تلك المناطق من مدينة حلب، عبر تسيير رحلات لشركات نقل إلى هناك.
وأمس الجمعة، قُتل أربعة مدنيين، بينهم طالبان، في مدينة حلب نتيجة قصف من قبل “هيئة تحرير الشام/ النصرة سابقاً” وفصائل المعارضة المسلحة، استهدف السكن الجامعي بجامعة المدينة، وفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).