أكدت الأمم المتحدة عودة نازحين لبنانيين كانوا قد فروا في وقت سابق إلى سوريا جراء الحرب، في ظل ظروف صعبة ومزرية يواجهها النازحون، داعيةً إلى تأمين حماية للاجئين السوريين العائدين، فيما تحدث لاجئون عادوا للبنان لموقع “963+” عن الظروف التي أجبرتهم على ذلك، ما يفتح الباب مجدداً على التقارير عن “عدم ملائمة” الأوضاع في سوريا للعودة.
وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا غونزالو فارغاس يوسا للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من الحدود السورية اللبنانية يوم الجمعة، إن “هناك أسراً لبنانية بصدد اتخاذ قرار صعب للغاية وربما يهدد حياتها بالعودة إلى لبنان”، مضيفاً أنهم “رصدوا ما معدله 50 شخصاً يومياً يعودون إلى لبنان خلال الفترة القليلة الماضية”.
وأشار، إلى أن “هؤلاء اختاروا المغادرة لأنهم يشعرون بأن الظروف في سوريا مروّعة، وأنهم قد يكونون أفضّل حالاً في لبنان رغم القصف والمخاطر”، لافتاً إلى أنه “تم رصد وصول 150 ألف لبناني إلى سوريا في فترة تتراوح بين 7 و 8 أسابيع”، ونوّه إلى “الوضع الاقتصادي الكارثي في سوريا إلى جانب نقص التمويل الشديد للاستجابة الإنسانية”.
اقرأ أيضاً: نائب لبناني لـ963+: الأمور ذاهبة للتصعيد ويجب قوننة الوجود السوري بالبلاد
تحذيرات من مخاطر تهدد اللاجئين السوريين العائدين
ومع بدء عمليات نزوح الآلاف من لبنان إلى سوريا بما في ذلك لاجئون سوريون، جراء القصف الإسرائيلي المكثف منذ أواخر أيلول/ سبتمبر، حذرت العديد من المنظمات الحقوقية من “المخاطر التي تهدد اللاجئين العائدين”، وأشارت إلى أن سوريا لا تزال غير آمنة للعودة.
الظروف في سوريا “غير موائمة” للعودة
أمينة لاجئة سورية عادت مؤخراً من لبنان إلى مدينتها في ريف العاصمة دمشق، قررت العودة مجدداً رفقة طفليها إلى لبنان حيث بقي زوجها وابنها الشاب المطلوب للتجنيد الإجباري، في ظل “عدم موائمة الظروف في سوريا”.
تقول لموقع “963+”: “رجعت للإقامة في مدينتي إلا أننا اضطررنا لدفع إيجار للمنزل الذي نسكن فيه بدلاً من منزلنا الذي تهدم ولا يصلح للسكن، كما أن زوجي لم يستطع نقل عمله إلى سوريا فقررنا العودة إلى العاصمة اللبنانية بيروت بدلاً من المنطقة التي كنا نتواجد فيها قبل الحرب في جنوب البلاد”.
محمد ومازن (اسمان مستعاران)، شابان سوريان عادا قبل نحو شهر من لبنان من معبر غير شرعي، أكدا لموقع “963+”، أنهما عازمان على الذهاب مرة أخرى إلى لبنان، في ظل تقييد حركتهما وعدم قدرتهما على العمل لأنهما مطلوبان للتجنيد الإجباري”.
يوضح الشابان، أنهما “اضطرا لصرف ما جنياه على مدى 4 سنوات من العمل في لبنان، في ظل ارتفاع الأسعار في سوريا، إلى جانب أن رحلة العودة إلى الأراضي السورية من معبر غير شرعي كلّفت 700 دولار أميركي”.
اقرأ أيضاً: اعتقال وتجنيد وحرمان من المأوى: انتهاكات بحق السوريين العائدين من لبنان
وخلال إحاطة في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يوم الخميس الماضي، قالت نجاة رشدي نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، إن “سوريا ما تزال تعيش حالة حرب وانقسام عميق، وأن هناك أكثر من 100 ألف شخص محتجزين تعسفياً أو مفقودين في البلاد”.
أحد الموظفين في مكتب سفريات بين الحدود السورية واللبنانية، أكد لـ”963+”، أنه “يسيّر يومياً 8 رحلات عبر معبر العريضة بين مدينة طرابلس اللبنانية ومحافظة طرطوس السورية”، موضحاً أن المسافرين هم من السوريين واللبنانيين وغالبيتهم يحمل معه متاعاً، كما أن تكلفة الرحلة تبلغ 50 دولاراً أميركياً”.
قلق أميركي من الانتهاكات بحق اللاجئين العائدين
وأعرب روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن خلال الإحاطة، عن “قلق واشنطن تجاه الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة السورية بحق اللاجئين العائدين من لبنان”، وقال: “نرفض القول بأن أجزاء من سوريا مناسبة لعودة اللاجئين، البلاد ليست آمنة للعودة وندعم جهود بيدرسن لتحيق حل سياسي وفق القرار الأممي 2254”
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، قد قالت بتقرير في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إن “السوريين الفارين من العنف في لبنان خاصةً الرجال يواجهون خطر القمع والاعتقال التعسفي والاضطهاد على يد الحكومة السورية”، مشيرةً إلى أنها “وثقت 4 حالات اعتقال بحق عائدين خلال تلك الفترة”.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن نحو 560 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا منذ تصعيد الهجمات الإسرائيلية أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، ثلثهم من اللبنانيين، فيما تقدر السلطات اللبنانية أن العدد تجاوز 610 آلاف شخص.