ارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر وسط سوريا إلى أكثر من 100 قتيل وجريح، وقال مصدر عسكري من القوات الحكومية السورية لموقع “963+”، إن الضربات استهدفت اجتماعاً لقيادات من الفصائل الموالية لإيران وضباطاً بالقوات الحكومية، وسط اعتقالات في صفوف تلك الفصائل بتهمة التجسس.
وشنت طائرات إسرائيلية أمس الأربعاء، غارات مكثفة استهدفت مبان ومقرات لـ”الحرس الثوري” الإيراني والفصائل الموالية له والقوات الحكومية السورية، وأعلنت وزارة الدفاع بالحكومة مقتل 36 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين، وحدوث أضرار مادية كبيرة جراء تلك الغارات.
وأكد المصدر العسكري، أن الضربات استهدفت اجتماعاً سرياً بين ضباط في القوات الحكومية وقيادات بالفصائل الموالية لإيران، تم تنسيقه من قبل “غرفة العمليات”، وأسفرت عن عشرات القتلى بينهم 4 ضباط برتبة عميد، عرف منهم عبدالله الزير، وضباطاً آخرين برتبة لواء، لافتاً إلى أنه “تم تأكيد حدوث اتصالات لقيادات في الفصائل مع جهات خارجية”.
الحرس الثوري ينفذ اعتقالات في مدينة تدمر
وأشار إلى أنه “في أعقاب الغارات داهمت وحدات خاصة من الحرس الثوري مقر الاتصالات وغرفة العمليات في مدينة تدمر التي يشرف عليها عناصر من جنسيات غير سورية، واعتقلت 8 عناصر جميعهم من الجنسية العراقية واللبنانية، إضافةً لمقتل عنصر عراقي يدعى قتيبة الحيدر بعد محاولته الهرب”.
ورغم تكرار الغارات الإسرائيلية ضد مواقع الفصائل الموالية لإيران و “حزب الله” اللبناني في سوريا مؤخراً، إلا أن هذه الضربات تعد الأعنف ضد مدينة تدمر، التي تقول تقارير إنها تحولت إلى إحدى أبرز معاقل “الحرس الثوري” والفصائل المدعومة منه، وتقع على طريق إمداد تلك الفصائل من العراق عبر ريف دير الزور الشرقي.
والأسبوع الماضي، قتل 4 عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني، بغارة جوية استهدفت بناءً عسكرياً بحي الجمعيات في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، يقيم فيه “الحرس” اجتماعاته، حيث تبنى الجيش الأميركي الغارة، وقال إنها رداً على استهداف أفراده في قاعدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، تزامناً مع استهداف قاعدة التحالف الدولي في حقل “كونيكو” للغاز بالمدفعية والصواريخ مقراً لـ”لواء فاطميون” في حويجة المريعية، ومقر الإنشاءات والنقطة الطبية التابعتين لـ”الحرس الثوري” في هرابش والجفرة قرب دير الزور.
يأتي ذلك وسط تطورات متلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة شهدتها المناطق الشرقية من سوريا، تتعلق بنفوذ “الحرس الثوري” والفصائل المدعومة منه، وسط تقارير عن امتعاض شعبي من ممارساتها وتكرار تعرض مواقعها في المنطقة لغارات إسرائيلية وأخرى للتحالف الدولي لمحاربة “داعش”، وتنفيذها حملات اعتقال استهدفت عناصر في صفوفها بتهمة التجسس.
اقراء أيضاً : عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية وسط سوريا
محاولات انشقاق بالفصائل الموالية لإيران شرقي سوريا
وفي ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد الفصائل الموالية لإيران، تتزايد عمليات الاعتقال لعناصر بتهم تجسس ومحاولات الانشقاق، حيث اعتقل “مكتب الأمن” التابع لـ”الحرس الثوري” الأسبوع الماضي، 5 عناصر من “الفوج47” التابع له في مدينة البوكمال شرقي دير الزور، بتهمة التعامل مع قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، سبق ذلك اعتقاله عنصرين من “لواء القدس” في بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، بتهمة “التواصل مع جهات معادية”.
كما حاولت مجموعة مؤلفة من 18 عنصراً من فصيل “فاطميون” الأفغاني الموالي لإيران، الانشقاق والهرب بعد القصف الذي استهدف مقر الفصيل في منطقة الميادين شرقي دير الزور، قبل أن يتم اكتشافهم من قبل دورية تابعة لـ”الحرس الثوري”، لتندلع على إثر ذلك اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن مقتل عنصرين من المنشقين، وإلقاء القبض على الباقين واقتيادهم إلى سجن سري في قاعدة “مزار عين علي” قرب الميادين، بحسب ما كشف قيادي بالفصائل لموقع “963+”.
وشهدت محافظة دير الزور مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انشقاق ثلاث مجموعات تابعة لـ ”حزب الله” والفصائل المدعومة من إيران، في ظل المخاوف من تصاعد الضربات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف المواقع الإيرانية، حيث تم اعتقال مجموعتين من المنشقين، بينما لا يزال مصير المجموعة الثالثة مجهولاً.