دير الزور
حاولت مجموعة من 18 عنصراً من فصيل “فاطميون” الأفغاني ، المتمركز في بلدة الميادين بريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، الانشقاق والهروب إثر القصف العنيف الذي استهدف مقراتهم وتعرضهم لتهديدات متكررة من تنظيم “داعش”.
وبحسب ما قاله قيادي في الفصيل، لموقع “963+”، فإن المجموعة، بعد التنسيق بينها، قررت الهروب في منتصف الليل محملة بأسلحتها، وذلك بسبب ما تتعرض له تلك المجموعات من قصف واستهدافات وهجمات، تختلف الجهات المنفذة لها.
وأضاف القيادي: “لكنهم لم يتمكنوا من الهروب بعيداً، حيث تم اكتشافهم من قبل دورية تابعة للحرس الثوري الإيراني أثناء محاولتهم الفرار بالقرب من بادية القورية”.
وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين عن مقتل اثنين من المنشقين، وهما صدام العكلة من مدينة الميادين وصالح الداغر من البوكمال، فيما تم القبض على بقية العناصر وجرى اقتيادهم إلى سجن سري في مزار عين علي ببادية الميادين، بحسب القيادي.
وفي وقت لاحق من صباح اليوم نفسه، اعتقلت دورية تابعة “للحرس الثوري” الإيراني شخصين مدنيين بالقرب من حي السرايا في الميادين، دون أن تُعلن عن التهم الموجهة إليهما. ويُعتقد أن المعتقلين قد يكونان من العناصر التابعة “للحرس الثوري”، وفقاً لمصادر محلية.
الاشتباكات والهجمات المتبادلة ليست جديدة في دير الزور، حيث تتعرض الفصائل الموالية لإيران لهجمات متكررة من قبل مجموعات محلية وتنظيمات مسلحة.
وكانت قد تعرضت فصائل إيرانية، إلى جانب مجموعات موالية لها، قبل أيام، لهجمات واسعة. حيث استهدفت غارات جوية موقعاً تابعاً “للحرس الثوري” في مدينة البوكمال، كما تعرضت مقرات عسكرية أخرى لهجمات من مسلحين عشائريين.
وبحسب مصدر عسكري، أسفرت تلك الغارات الجوية عن مقتل أربعة عناصر من “الحرس الثوري” في بناء عسكري بحي الجمعيات في مدينة البوكمال.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن هذه الضربات الجوية جاءت رداً على هجوم صاروخي استهدف قواتها في قاعدة الشدادي في ريف محافظة الحسكة الجنوبي.
وفي السياق ذاته، تعرضت قاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو للغاز لهجوم بالصواريخ، قبل أيام، ردت عليه باستهداف مقرات تابعة لـ”لواء فاطميون” الأفغاني في حويجة المريعية، إضافة إلى مواقع أخرى تابعة “للثوري الإيراني” في مناطق هرابش والجفرة بالقرب من مدينة دير الزور. وأسفر الهجوم عن مقتل أحد عناصر لواء فاطميون، إضافة إلى أضرار مادية في المقرات المستهدفة.
تصاعد الأحداث العسكرية في المنطقة يأتي في وقت حساس، حيث يشهد الوضع الأمني في دير الزور تدهوراً ملحوظاً بسبب الصراع المستمر بين القوات الإيرانية والفصائل التابعة لها من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، بالإضافة إلى هجمات عشائرية محلية.