دير الزور
تعرضت فصائل إيرانية وأخرى موالية لها لهجمات أمس الثلاثاء، حيث طالت غارات جوية موقعاً “للحرس الثوري” الإيراني، في حين هاجم مسلحون عشائريون مقرات عسكرية في البوكمال أقصى ريف محافظة دير الزور الشرقي، حسبما أفاد مصدر عسكري لموقع “963+”.
وأفاد المصدر بمقتل 4 عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني، بغارة جوية استهدفت بناء عسكري بحي الجمعيات في مدينة البوكمال يقيم فيه “الحرس” اجتماعاته، فيما تبنى الجيش الأميركي الغارة، وقال إنها رداً على استهداف أفراده في قاعدة الشدادي بريف محافظة الحسكة الجنوبي.
وأضاف أن قاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو للغاز، استهدفت بقذائف مدفعية وصواريخ، مقراً “للواء فاطميون” الأفغاني في حويجة المريعية، ومقر الإنشاءات، والنقطة الطبية التابعتين “للحرس الثوري” الإيراني في هرابش والجفرة، بالقرب من مدينة دير الزور، فيما طالت قذائف أخرى محيط مقرات عسكرية ببلدة حويجة صكر.
وأسفر القصف الذي انطلق من القاعدة التي تستضيف جنود أميركيين شمال مدينة دير الزور، عن مقتل عنصر من “لواء فاطميون” الأفغاني، وأضرار مادية في المقرات الأخرى المستهدفة، طبقاً للمصدر.
وكانت قد ذكرت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أنها قصفت منشأة لتخزين الأسلحة ومقر لوجستي “لميليشيا” مدعومة من إيران، مضيفةً: أن “هذه الضربات جاءت رداً على هجوم صاروخي على أفراد أميركيين في قاعدة الشدادي” التي تقع بريف محافظة الحسكة الجنوبي، مشيرةً إلى أنه “لم يكن هناك أي ضرر للمنشآت الأميركية ولم تسجل أية إصابات للقوات الأميركية أو الشركاء أثناء الهجوم”.
الجيش الأميركي يضرب أهدافاً إيرانية بدير الزور رداً على استهداف أفراده في الحسكة
وعلى صعيد متصل، استهدف مسلحون مجهولون يرجح تبعيتهم لفصائل إيران منزل الشيخ أيمن دحام الدندل بالأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن إصابة أحد عناصر الحراسة، بحسب المصدر.
وأضاف أن أفراد من عشيرة الحسون والدندل هاجموا مقرات عسكرية “للفوج 47” الموالي لإيران، رداً على استهداف الدندل، وطردوا العناصر من المقرات وأضرموا النيران في مقرين، حيث اتهموا إيران بالوقوف وراء استهداف منزل أيمن الدندل.
وتشهد مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية حالة من التوتر، حيث يتخوف سكان البلدة من عمل انتقامي للفصائل الإيرانية ببلدتهم، وفقاً للمصدر.
وفي وقت سابق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من العشائر والفصائل الموالية لإيران في مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي سوريا، وسط توترات متصاعدة بين القوات الحكومية والعشائر من جهة وتلك الفصائل من جهة أخرى خلال الفترة الأخيرة، في ظل الحديث عن عمليات تضييق ممنهجة ضدها مؤخراً، وتوجه حكومي لإضعاف نفوذ إيران في سوريا.
وكان مسلحون مؤيدون للشيخ أيمن دحام الدندل، وهو أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” بمدينة البو كمال بريف دير الزور الشرقي، قد تمكنوا من أسر 5 عناصر من الفصائل الموالية لإيران، أثناء تسللهم إلى منزل الدندل ومحاولة إشعال النار فيه وبسيارة تعود له، بعد أن انسحب تدريجياً من الولاء لإيران إلى القوات الحكومية، إثر تزايد الهجمات الإسرائيلية ضد هذه الفصائل بدير الزور والتوجه لتحجيم نفوذ طهران هناك، بحسب ما أكد مصدر مقرب من الدندل لموقع “963+”.
وبعد رفض جماعة الدندل تسليم العناصر الخمسة، اندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين الفصائل الموالية لإيران قبل أن ينضم أبناء عشائر أخرى للقتال ضد الأخيرة، بحسب المصدر، الذي أشار إلى أن تلك الفصائل انسحبت من 3 مقرات لها في كل من المحطة ونقطة الكهرباء ومقر الأكاديمية في محيط منزل الدندل بالبوكمال، ليسيطر عليها المسلحون العشائريون.
مسلحون من العشائر يهاجمون فصائل موالية لإيران شرقي سوريا.. هل بدأ الشقاق؟
وقال المصدر، إن الشيخ أيمن الدندل اشترط إنهاء أي تواجد لـ “الحرس الثوري” الإيراني والفصائل الموالية له في مدينة البوكمال من أجل وقف التصعيد وذلك بتحريض من الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، وسط انتظار لوصول وفد من القوات الحكومية للتفاوض مع الدندل، الذي كان قبل فترة قصيرة في العاصمة دمشق وأجرى اجتماعات مع قادة أمنيين.